المسافة بين الهلال والنصر

المسافة الآنية بين الهلال والنصر تعكسها منتديات ونقاشات أنصار الناديين، وتؤكدها إحصائية ختام الموسم الرياضي، بتربع الهلال على قمة الأندية التي حققت بطولات هذا الموسم في كل الألعاب، وغياب ملحوظ للنصر عن منصات التتويج عدا بطولة ناشئي القدم التي تستحق الذكر وتمنح أنصار النادي مساحة أرحب من التفاؤل بمستقبل الفئات السنية.
من جهة أخرى، لمست الفوارق بين المعسكرين «الأزرق» و«الأصفر» من خلال الصدفة ولا شيء سواها، فقد التقيت بمشجع هلالي في إحدى رحلاتي الخارجية، وبالصدفة التقيت بمشجع نصراوي في رحلة العودة، ومن خلال حديث الطرفين ارتسمت أمامي مسافة التفكير بينهما.
المشجع الهلالي خالد بن صحن السبيعي تركَّز حديثه عن المشهد الهلالي الذي يدور في فلك البطولات المتلاحقة في كرة القدم وبقية الألعاب، وكان حديثه يتسم بالهدوء والمنطقية في كل نقاط الحوار الذي أتى هكذا وليد لحظاته، وعلى رغم التفوق الهلالي بالفوز بالدوري وكأس ولي العهد إلا أن المشجع الهلالي لم يُخْفِ ملاحظاته الفنية على الفريق، والإدارية على إدارة الكرة، وأكد أن العمل في نادي الهلال احترافي وجميل، ولكن لا يخلو من بعض الهنَّات، وأكد تفاؤله بالموسم المقبل، ولم يُخْفِ في الوقت نفسه حاجة فريق الهلال لقلب دفاع متمكِّن على شاكلة ليتانا أو تفاريس، وقلب هجوم تقليدي ذي إمكانات بدنية وفنية عالية.
المشجع النصراوي ناصر العموش كان واضحاً وصريحاً وهو يعدد نواقص فريقه المفضَّل الفنية، وركَّز على أهمية التعاقد مع رباعي أجنبي يصنع الفارق، وأهمية إحضار جهاز فني كبير ومتمكِّن من أدواته الفنية، وتساءل عن السر في غياب أو تغييب بعض الرموز الشرفية التي كانت تستطيع سد الثغرات التي عانى منها النادي من تأخر رواتب ومن تعاقدات ضعيفة لا تسمن ولا تغني من جوع، وطالب رئيس النادي باتخاذ الخطوة الأهم، وهي فتح النوافذ والأبواب لكل من يريد أن يخدم النادي الكيان، وقال لقد خسر النادي أسماء مهمة مثل سليم عجينة، سامي الطويل، أديب العمري، عبدالعزيز العمري، حسام الصالح، عمران العمران، شاهر الصيعري، عساف العساف، خالد البلطان، وقال إن هذه الأسماء لو وجدت الترحيب لنقلت النادي لساحة التفوق واستعادة أمجاده وعصره الذهبي.
المسافة بين وضع الهلال والنصر ترجمها مشجعان تحدثا بثقافة عالية، ومشاعر صادقة، ونوايا لا تكذب ولا تتجمل، ليت إدارتي الناديين الكبيرين تستمعان للمشجعين، فلديهم أفكار ورؤى مهمة للغاية، بل ليت كل نادٍ يحدد موعد لقاء جماهيري مفتوح نهاية كل شهر أو نهاية كل موسم - أقول ليت.
alhammadi1955@gmail.com