باريس، بروكسيل، نيويورك، طهران - أ ف ب، يو بي آي - أظهرت ردود الفعل الدولية على تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة نجيب ميقاتي، حرصاً على تذكير هذه الحكومة بضرورة الوفاء بالتزامات لبنان الدولية ولا سيما المحكمة الدولية ومتابعة تمويلها. وأعلن الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو خلال مؤتمر صحافي، أن «تشكيل الحكومة اللبنانية يعتبر مرحلة مهمة بالنسبة للبنان واللبنانيين، وفي وقت ينبغي وضع برنامج الحكومة، من الأساسي أن تواصل الأخيرة احترام تعهدات والتزامات لبنان الدولية ولا سيما في ما يتعلق بالمحكمة الخاصة بلبنان وتمويلها». وتابع قائلاً: «فرنسا تتمنى أن تتمكن الحكومة الجديدة من رفع التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها لبنان وضمان امن البلاد واستقرارها في ظل احترام دولة القانون والدستور وحياد الدولة. وسنحكم على الحكومة اللبنانية الجديدة قياساً على هذه المبادئ وعلى أفعالها». وأكد أن «هذه المبادئ وهذه الأفعال تشكل معيار الحكم على الحكومة الجديدة التي يتوجب أيضاً أن تواصل الحوار بين الأطراف كافة لصيانة نموذج التوافق والتعايش الذي يشكله لبنان». وتلقى وزير المال في الحكومة الجديدة محمد الصفدي اتصال تهنئة من نظيرته الفرنسية كريستين لاغارد التي تمنت له «التوفيق في مهمته الجديدة»، فرد متمنياً لها «النجاح في حملتها للوصول إلى رئاسة صندوق النقد الدولي». وتبادل الوزيران وجهات النظر حول التطورات السياسية والاقتصادية في لبنان والشرق الأوسط. ورحبت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون بتشكيل الحكومة اللبنانية، وقالت: «احتمالات التعاون معها ستستند إلى مضمون بيانها الوزاري». وزادت في بيان: «أرحب بتشكيل الحكومة الجديدة في لبنان ما يضع حداً لأشهر من المراوحة الدستورية والسياسية». وأضافت: «أثق بأن الحكومة الجديدة ستتبنى بسرعة بيانها الوزاري الذي يدفع بأجندة الإصلاح في لبنان، ومضمون البيان سيكون أساسياً في تحديد احتمالات تعاون الاتحاد الأوروبي مع لبنان، ولا بد من اتخاذ قرارات والقيام بأفعال مهمة لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية أمام لبنان». وقالت: «الاتحاد الأوروبي يتوقع من الحكومة الجديدة أن تفي بالتزامات لبنان الدولية بما في ذلك قرار مجلس الأمن 1701 والمحكمة الخاصة بلبنان». وأعادت تأكيد أن «الاتحاد الأوروبي ملتزم بعمل المؤسسات اللبنانية المستقل والديموقراطي»، مضيفة: «سنستمر في دعمنا على كل الصعد للبنان يتمتع بالسيادة ومستقل وعادل وديموقراطي وآمن ومستقر ما يصب في مصلحة الشعب اللبناني». ورحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بتشكيل الحكومة اللبنانية، معرباً عن أمله بأن «يساهم هذا الأمر في مواجهة التحديات التي يواجهها لبنان»، وجاء في بيان اصدره أن «تشكيل الحكومة بعد أشهر من المشاورات تحت رعاية الرئيس اللبناني ميشال سليمان ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي، يعد خطوة مهمة على طريق إقامة حكومة فاعلة وتنفيذية في لبنان». وأمل «بأن تتمكن البلاد من مواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية والأمنية التي تعترضها»، وشدد على أهمية «الحفاظ على روح الحوار الوطني والتعاون بالنسبة للزعماء اللبنانيين». وأكد انه يتطلع إلى «وضع الصيغة النهائية لبرنامج الحكومة الجديدة في أقرب وقت ممكن»، مضيفاً أنه يتوقع «أن تؤكد الحكومة الجديدة مجدداً التزامها التطبيق التام لقرار مجلس الأمن رقم 1701 وكل التزامات لبنان الدولية». وكان نائب الرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي اتصل مساء اول من امس، بالرئيس ميقاتي وهنأه على تشكيل الحكومة الجديدة. وذكرت «وكالة الأنباء الإيرانية» الرسمية أن «رحيمي هنأ حكومة لبنان وشعبه بتشكيل حكومة جديدة، والجمهورية الإسلامية الإيرانية تؤكد رغبتها في البقاء إلى جانب لبنان واستعدادها لتطبيق الاتفاقات الموقعة بين البلدين لتعزيز العلاقات الثنائية». واتصل رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني برئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري، مهنئاً «لبنان واللبنانيين بالخطوات التي أدت الى تأليف الحكومة»، وأفاد المكتب الاعلامي لبري بأنها كانت «مناسبة للبحث في موضوع المؤتمر عن فلسطين الذي سيعقد قريباً».