شهدت مراكز الإصلاح والتأهيل في الأردن نقلة نوعية في الآونة الأخيرة، تمثّلت في التركيز على الأبعاد الإنسانية والاجتماعية والتعليمية والثقافية لنزلائها، بدلاً من الاقتصار على العقاب والإيلام. في هذا السياق، جاءت فكرة نشر «محطات معرفة» في هذه المراكز. وأخيراً، افتتح امين عام وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات خالد اللحام، مجموعة من «محطات المعرفة» في مراكز الإصلاح والتأهيل في محافظة المفرق، هي «أم اللولو» و «الموقر» و «سواقة»، إضافة الى محطة في مركز إصلاح للنساء. في لقاء مع «الحياة»، أكّد مدير مراكز الإصلاح والتأهيل الدكتور وضاح الحمود، أن مديرية الأمن العام أخذت على عاتقها الاستمرار في الحفاظ على حقوق نزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل، باعتبار ان لهؤلاء حقوقاً إنسانية وتشريعية، مع رفع مستوى الرعاية اللازمة لهم، عبر برامج تساعدهم على الانخراط في المجتمع بعد خروجهم من هذه المراكز. في السياق عينه، أشار مدير مركز «أم اللولو» العقيد وليد الانصاري، الى توقيع اتفاقية بين مديرية الأمن العام ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ممثلة ب «مركز تكنولوجيا المعلومات الوطني» أخيراً. وتتضمن الاتفاقية إنشاء محطات معرفة في مراكز الإصلاح والتأهيل لرفع الوعي الثقافي والمعرفي لدى النزلاء، ومشاركتهم في دورات تدريبية في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تكسبهم مهارات في الحاسوب واستخداماته، إضافة الى التدرّب على مهارات الدخول الى شبكة الإنترنت وتطبيقاتها. وبيّن الانصاري أن «محطة المعرفة» تحتوي 12 جهاز كومبيوتر شخصياً وطابعة لايزر وآلة تصوير ونسخ، إضافة الى جهاز عرض المعلومات بطريقة الملتي ميديا. وترتبط هذه الأجهزة كلها بشبكة رئيسية داخلية في مديرية الأمن العام. وأضاف أن «مركز تكنولوجيا المعلومات الوطني» يوفر البرمجيات الإلكترونية، وتطبيقات الكومبيوتر المتصلة بالتدريب والتعليم، مبيّناً أنه سيمنح الخريجين شهادات رسمية تتيح لهم العمل بعد مغادرتهم مراكز الإصلاح. في السياق عينه، أفاد مدير محطات المعرفة في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المهندس ناصر خلف، بأن أول محطة معرفة انشئت عام 2000 في البادية الشمالية، ضمن مبادرة ملكية لإتاحة الفرصة أمام المواطن الأردني للمشاركة في التنمية الشاملة، وردم الفجوة الرقمية بين العاصمة وبقية المحافظات الأردنية. وأشار إلى أن محطات المعرفة الاربعة التي دُشّنت أخيراً في مراكز الإصلاح والتأهيل، ترفع عددها الكلي إلى 180 محطة معرفة موزّعة في أرجاء الأردن. وشدّد خلف على أن محطات المعرفة تساهم في ردم الفجوة الرقمية بين أقاليم الأردن، وتُعرّف الأفراد والمؤسسات بأدوات المعلوماتية والاتصالات، ما يعجّل في القضاء على أميّة الكومبيوتر ويزيد في الاستفادة من نظام المعلومات الوطني. ونوّه بقدرة هذه المحطات على المساهمة في التنمية اجتماعياً واقتصادياً، وزيادة القدرة التنافسية بين الأفراد عبر تمكينهم من أدوات المعلوماتية وتقنياتها. وأخيراً، لاحظ خلف أن هذه الأمور تفعّل مساهمة المواطن في التنمية الشاملة، وتعزّز دوره في عملية الانتقال الى الاقتصاد الرقمي وتكوين مجتمع المعرفة أردنياً.