واصل رئيس «تكتل التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون هجومه على الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي. وانتقد في مؤتمر صحافي بعد اجتماع التكتل امس في الرابية، «المعارك الوهمية التي يفتعلها الرئيس المكلف معي في الاعلام. مرة يقول لا اتنازل عن صلاحياتي، ومرة العماد عون يطلب وأنا أحدد... ويبدو انه يستسيغ اسلوب التصاريح من خلال مصادر»، مشيراً الى أن ميقاتي «لم يُكذّب هذه التصاريح»، وداعياً اياه الى الكف عن تناول اسمه. وقال: «ابدينا كل التسهيلات لتأليف الحكومة، لكن لا رغبة لديه بتأليفها، وهو يعيش مرحلة انتظار»، وأضاف: «عندما كان الخلاف على وزارة الداخلية، قلنا فلتؤلف الحكومة على اساس 29 وزيراً، ويترك الموضوع (الداخلية) شاغراً، ونحله قبل صدور المراسيم. لكنه لم يوافق. ومرة اخرى تنازلنا، وقلنا نعطيك اسماء، واعطيناه اياها، وقلت لكم مسبقاً انه لن يؤلفها». وتابع: «اعطيناه الاسماء فصار يريد شروطاً اخرى. يريد 3 اسماء لكل وزارة، هذا شيء لم يجر اطلاقاً في اي وزارة. يطلب اموراً تعجيزية وغير لائقة، ولا تدل على جدية بالتعاطي في موضوع رئاسة الحكومة وتأليفها». وانتقد عون وزارة المال معتبراً أنها «تخلفت ومنعت مدير المالية من ان يحضر امام اللجنة الفرعية لتقصي الحقائق حول عدم مسك حسابات في الدولة وهدر اموال وغيرها، وهذا تمرد وعدم خضوع للاعراف الديموقراطية». وأكد أن «ما يزيد شل الدولة هي السلطات المسؤولة عن تأليف الحكومة، ولا تمارس هذا الحق. لا يجوز ان يصير تنفيذ الدستور كيفياً والتأليف الحكومي اعتباطياً وقائماً على رهانات تغييرية في منطقة الشرق الاوسط. مقامرة كبيرة، أما من يدفع ثمنها، فالآتي قريب». واعتبر عون أن «ما يصير في سورية من مداخلات دولية وعندنا غير مقبول. وزيارة السيد (جيفري) فيلتمان جاءت ليفرض علينا سياسة اقليمية وداخلية كما يريد من خلال تأليف حكومة تتطابق مع نهج السياسة الاميركية التي هي ضد مصلحة لبنان وسيادته واستقلاله والحريات فيه. في سورية يعترض على اعمال عنف تقع على مسلحين يرمون على لجان الشرطة والجيش، بينما لم نسمع صوت اميركا على الشريط الحدودي حيث اطلق الاسرائيليون النار (على متظاهرين) من دون ان يقوموا بعمل عنفي». وقال: «سمعنا (الرئيس الاميركي باراك) اوباما يريد أن يعطي دولة بحدود 67، تنكّر لها في اليوم التالي بوجود ايباك الاسرائيلي. هذه المسرحية الاميركية - الاوروبية اعيشها منذ 63 سنة عندما كان عمري 13 سنة. اليوم اميركا وأوروبا تضعان ثقلهما ليفككا محور الممانعة لهذه السياسة، لأن هناك وعياً حالياً في هذه الدول للمشكلة الاساسية التي ستقضي على المنطقة وتفتتها. هذا الموضوع لن نتراجع عنه بالسياسة. المعركة الكونية التي يقومون بها مرة علينا ومرة على سورية ومرة على ايران ومرة على آخرين، لأن لا انصياع لهذه المشيئة العاليمة القائمة على الظلم، لا شيء فيها من العدالة». وأضاف: «اذا تساءلنا من هم اصدقاء اميركا وكم عندهم ديموقراطية وحق تعبير ومساواة، نعرف ان اميركا تشجع الجريمة حيث مصلحتها تشجيع الجريمة، وتمنع تطور الشعوب في شكل طبيعي، حيث يتناقض هذا الامر مع مصالحها. اميركا ليست النموذج الديموقراطي ولا مجلس الامن». وزاد: «نحن في لبنان أكلناها بالمحكمة. حكومة غير شرعية اخذت التزامات على حالها، وطلبت من مجلس الامن ان ينشئ محكمة. مجلس الامن تخطى صلاحياته، وأخذ بالبند السابع على اساس ان البلد فوضى ومجازر ولا حكومة مركزية... ما يعني انه الغى الدستور اللبناني والسيادة اللبنانية ليتاجروا فينا الآن. قرار ظني يقدّم ثم يعدّل. كأن السنوات الست التي مرت لم تكن كافية للتحقيق، حتى يعدلوا في الايام الاخيرة بالاسماء والجريمة من دون ان يكون هناك تحقيق اضافي». وانتقد عون ما نشر في جرائد عن «ويكيليكس»، وقال: «نتبادل الآراء مع السفراء ونعطي رأينا علناً»، وقال: «لا اعترض على ما ورد في ويكيليكس، بل على ناقل الكلام، وعلى الناشر، لذلك الدعوى ستقدم الخميس ضد الناشر والقائل». وشدد على ان «المسألة لا تنتهي الا بسلامة لبنان ووحدته وانتصار جبهة المقاومة التي ستحيي عيدها ال11، وان شاء الله انتصارات ثانية، ولن تكتب الغلبة لاسرائيل بعد حرب تموز».