يفضل الكثيرون الحصول على عبوات ماء زمزم من المصنع الخاص به عن شرائه من الباعة الجائلين على الطرقات رغم سهولة الأمر، إلا أن الآلية التي يتبعها المصنع اعتبرها المواطنون خلال حديثهم إلى «الحياة» أنها آلية «غير مرضية»، مطالبين بإعادة تنظيمه بخدمة ميسرة من دون تقنين معقد. وأوضح المواطن ياسر العريني، أنه يمر خلال ذهابه إلى مكة لأداء العمرة على مصنع تعبئة ماء زمزم، لأنه، وبحسب قوله، جرب شراء الزمزم من البائعين المنتشرين على الطرقات واكتشف أن طعم الماء متغير بل إنه يكون في بعض الأحيان مختلفاً لونه، معتبراً ذلك الأمر في غاية الخطورة على الصحة. ويفضل الوقوف في طابور المصنع والانتظار لبضع ساعات من أجل الحصول على عبوات ماء زمزم بدلاً من تعريض حياته وأسرته للخطر، عندما يأخذ من الباعة المجهولين على رغم سرعة الحصول عليه، مضيفاً: «هناك وعي كبير عن السابق لدى كثير من الناس بأخذ مياه زمزم من مصدره الأساسي وهو المصنع المعد لذلك، ولكن نجد في المقابل من يقدم من خارج المنطقة ويكون على عجلة من أمره فيضطر للمرور على باعة مياه زمزم». وبيّن المواطن جلال الحمود أن تحديد مصنع مياه زمزم بعبوتين فقط يساعد الباعة المجهولين في نشاط سوقهم واستغلال هذه الميزة، إذ يرغب الكثيرون في أخذ عبوات كثيرة، من أجل إهدائها إلى أقاربهم عند عودتهم إلى ديارهم، ويصطدمون بقرار المصنع بتحديد العبوات وعدم استحقاقه أخذ المزيد إلا بعد مرور أسبوعين من تاريخ شراء العبوات السابقة. وقال: «إن القرار دفعت الباعة الذين يبيعون العبوات بأسعار مضاعفة يصل ثمن العبوة إلى 30 ريالاً، بينما يكون سعرها في المصنع خمسة ريالات، على رغم أن المصنع يعطي عن كل شخص مضاف في بطاقة العائلة عبوتين، وهذه النقطة يستغلها البائعون الجائلون، إذ يأخذون بطاقات عدة لأقاربهم ويقومون بشراء العبوات من المصنع ومن ثم بيعها، إضافة إلى مجاورة بعض منهم للمصنع ليراقب المشترين لكي يشتري منهم بعض العبوات، فيبيع بعض ضعاف النفوس ماء زمزم». ويرى أن هذه الطرق محرمة شرعاً ولا يجوز المتاجرة بماء زمزم، مطالباً باستحداث طرق تنظيمية أكثر لبيع هذه المياه ومعاقبة من يبيعها في الطرقات. أما المواطن جمال الخالد فناشد المسؤولين بوضع آلية تحدد من يرغب شراء المياه ومراعاة من لديهم ظروف قاسية، أو من يأتي من خارج المنطقة، لأنه لن يرجع إلى مكة إلا بعد أعوام عدة، ومن حقه أن يأخذ ما يريد من دون تحديد شروط قاسية. وزاد: «قريبي يعاني من مرض نفسي، وزار أكثر من معالج فنصحوه بأخذ ماء زمزم ليغتسل به، كما حذروه من عدم أخذ المياه من الباعة الجائلين، لأن كثيراً منها يكون مغشوشاً، وبالفعل تجنبت الباعة المجهولين وذهبت إلى المصنع وتفاجأت بأنه يحق لي أخذ عبوتين فقط، وشرحت لهم بأن لدي مريضاً يحتاج إلى الغسيل بماء زمزم وبكميات كبيرة، إلا أنهم أصروا على رأيهم برغم مراجعتي لإدارة المصنع وتوضيح ظرفي، لكن لم يضيفوا لي الجديد». وأشار إلى أنه تحايل على المصنع بسبب الظروف القاسية من خلال أخذ بطاقات أقاربه الشخصية، من أجل زيادة الكمية لعلاج قريبه.