لم يتخل المصريون عن خفة الدم وهم يحتفلون ب «شم النسيم»، إلا أن احتفالاتهم بهذه المناسبة المتوارثة منذ عهد الفراعنة والتي تتزامن مع أوج فصل الربيع، لم تخرجهم من «مزاج الثورة»، إذ اتخذت رسائل التهاني الإلكترونية صياغات الثورة ومفرداتها التي ظهرت على موقع «تويتر»، وسرعان ما تبادلها الناس عبر رسائل الخليوي. ومن تلك الرسائل: «بكرة الشرطة العسكرية حتنزل تلون البيض للناس في الشوارع وتكهرب لهم الفسيخ ببصل أخضر بدل الكرابيج». ومعروف أن المصريين يحتفلون ب «شم النسيم» بالتهام كميات كبيرة من السمك المملح الذي يسمى «الفسيخ»، والبيض الملون والبصل الأخضر، سواء داخل بيوتهم أو في الحدائق العامة. وانتشرت رسائل على «تويتر» تسخر من حبس رموز النظام السابق في سجن طرة جنوبالقاهرة، منها «عاجل: حبس الفسيخ الفاسد 15 يوماً على ذمة التحقيق وترحيله إلى سجن طرة نظراً إلى تورطه في قتل المئات كل عام في أعياد شم النسيم»، «عايزين نبعت شحنة فسيخ فاسد على طرة». وتبادل أعضاء «تويتر» رسائل أخرى طريفة منها :»في كل شارع في بلادي البصل والفسيخ بينادي»، «محاكمات عسكرية لآكلي الفسيخ»، «حركة مواطنين شرفاء ضد الفسيخ»، «كارهو الفسيخ يشجعون مصر واحنا معاكو»، «صباح الخير وهابي انتي فسيخ»، «بكرة يعملوا حملة : إحنا آسفين يا فسيخ». وانتشرت نكتة على «تويتر» توحي بأن المصريين يفضلون الموت على الحياة في ظل حكم مبارك وصيغت بنكهة «شم النسيم» ومأكولاته: «لو خيروكم بين الفسيخ ومبارك هتختاروا إيه... أنا عن نفسي بحب اتسمم وأروح للدكتور».
