لا تولي جميلة، اهتماماً لنظرات الاستنكار التي يقابلها بها الناس، وهي تريدي «الجينز» وال «تي شيرت»، وقصة الشعر القصيرة جداً، والحذاء الرياضي، كما لا تجد حرجاً في وصف البعض لها ب «البوية». وتقول: «لا أحبذ لبس الملابس النسائية، كما لا أرغب في أن يكون شعري طويلاً. على رغم أن ذلك لا يخرجني من قائمة الفتيات».لكنها ترى أنها «من الناحية البيولوجية فتاة، إلا أن الاختلاف هو عدم رغبتي في لبس الملابس النسائية، وقد تلقيت الكثير من التعليقات، إلا أنني أفعل ما أشعر بالراحة نحوه، وليس ما يريده أفراد أسرتي أو المجتمع»، مضيفة: «طريقة لبسي وشعري، تجعلاني محط اتهام»، وتبدي استغرابها من «رسائل تتلقاها من الفتيات في المدرسة، ففي كل يوم أجد في حقيبتي رسالة من فتاة، تكشف عن رغبتها في صداقتي، وفي المناسبات أرى فتيات يتعمدن التعرف علي، لشكلي فقط، على رغم أن أسلوب كلامي ليس ك «البويات»، اللاتي يتحدثن بخشونة، بطريقة تشبه الأولاد، من أجل لفت انتباه الفتيات، واكتساب شعبية كبيرة بينهن، لتتشكل علاقة أشبه بالتملك». وقبل أشهر، أثار انتباه والدتها منال، أن هاتفها النقال كثيراً ما يرن، ومن صديقة واحدة فقط! وكان الشجار بينهما متصاعداً، «إلى أن اكتشفت أن العلاقة بين ابنتي وبين صديقتها هند غير طبيعية!». وتضيف: «كانت تطالبها بألا تصادق أي فتاة غيرها، ولا تخرج من المنزل إلا بإذنها، وإن خرجت عليها أن تعود سريعاً، وإلا نشب بينهما شجار لا ينتهي، فقررت أن أناقش الوضع مع ابنتي بكل صراحة، وكان رد فعلها بأنها لم تنكر، وصرحت بحبها لهند، وأنها الوحيدة التي تهتم بها، وتستمع لشكواها». وهنا اكتشفت منال مكمن الخطأ، المتمثل في «بعدي عن ابنتي، بعد طلاقي من والدها، وبقائها معه، من دون أن تكون إحدى شقيقاتها قريبة منها، فكان حديثي بداية مع شقيقاتها، إذ طلبت منهن القرب منها، وإعطاءها المزيد من الاهتمام. إلا أنها قطعت علاقتها مع صديقتها، بعد أن شعرت بضيق الخناق عليها». وتنقسم الطالبات في المدارس إلى قسمين، الأول، يرى أن ذلك «حرية شخصية»، وآخر يعتبره «ضعف شخصية». وتقول دعاء التي تدرس في المرحلة الثانوية: «تعرفت على هذا الأمر منذ كنت في المرحلة المتوسطة. فالفتيات من هذه الفئة كثيرات العزلة، وهن يشكلن «شلة» لا يجلسن مع أي طالبة. ولا تقتصر علاقات «الحب» بين الطالبات حين تكون إحداهن (بوية)، فقد تكون الاثنتان فتاتين عاديتين، إلا أن العلاقة بينهما غير واضحة، وسمتها العامة حب التملك». تفتيش دورات «المياه تتكتم إدارات المدارس على المشكلات التي تحصل، «حفاظاً على سمعة المدرسة». إلا أن إدارات المدارس تقوم بإخبار الأهل بذلك، وقد تتبع طرقاً لمنع الاختلاء بين الطالبات، وتؤكد مرشدة طلابية في إحدى المدارس الثانوية، أن الإدارات تعيش «حال استنفار»، مضيفة: «نقوم بتفتيش المختبرات، والمخازن، والفصول غير المستخدمة يومياً، خشية وجود طالبات فيها. كما ركبنا أقفالاً على الأبواب، وأزلنا أقفال أبواب دورات المياه، ونقوم بتفتيشها دورياً. ولا نغفل حتى عن منطقة أسفل السلم، إذ ضبطنا حالات عدة هناك». وأبانت أن إدارة المدرسة تتعامل مع هذا الأمر «بتكتم، لحساسيتها، إذ نقوم بالتحدث إلى الطالبات، عن خطورة هذه الممارسات»، مضيفة «على رغم ما تثيره من اشمئزاز، إلا أن انتشارها جعلها من الأمور المعروفة بين الطالبات».