يتضمن معرض «40 عاماً من التعاون الآثاري بين الإمارات وفرنسا»، الذي تنظمه الشارقة بالتعاون مع السفارة الفرنسية في الإمارات وافتتحه حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، أكثر من 100 قطعة أثرية فريدة كانت البعثة الآثارية الفرنسية اكتشفتها منذ انطلاق أعمالها عام 1977 في الإمارات وذلك بالتعاون مع المختصين في الدولة. وتسهم مجموعة الآثار المتنوعة المعروضة والتي تشمل الحلي والفخاريات والمباخر والأسلحة وغير ذلك من الآثار المكتشفة في توسيع فهم تاريخ الإمارات، كما تلقي نظرة عميقة عبر تاريخ الإمارات باعتبارها مركز الطرق التجارية والمنطقة عبر التاريخ الذي يمتد لقرابة 7500 سنة. وكانت فرق العمل التي تديرها البعثة الفرنسية باشرت عمليات التنقيب عام 1977 في مناطق جبل حفيت، والهيلي، والرميلة ضمن المنطقة الغربية في إمارة أبوظبي وفي عام 1985، توسع العمل ليشمل مواقع أخرى في الشارقة وأم القيوين ورأس الخيمة، فيما وصل إلى الفجيرة عام 1999. ومن خلال العمل المتواصل كل عام من دون توقف، تمكنت فرق العمل من إنجاز عمليات تنقيب عدة أفضت إلى اكتشافات بالغة الأهمية، والتي تعود بالتاريخ إلى العصر الحجري الحديث وتتضمن القطع الأثرية المعروضة مجموعة من رؤوس السهام المصنوعة من حجر الصوان، وتجهيزات مستخدمة لصيد أم اللآلئ، بجانب أعمال فخارية مزخرفة، ومجموعة من الحلي المصنوعة من الأصداف. ويحتفي المعرض الذي تستمر فعالياته حتى 31 كانون الثاني (يناير) 2018، بالشراكة التاريخية الوثيقة التي جمعت ما بين الإمارات اوفرنسا على مدار 40 عاماً وخلال هذه المدة كانت فرق التنقيب التي قادتها البعثة الآثارية الفرنسية باشرت أعمالها في أجزاء عدة من الدولة في كل من أبوظبي والشارقة والفجيرة ورأس الخيمة وأم القيوين. وقالت المدير العام لهيئة الشارقة للمتاحف منال عطايا: «تمثل هذه الاكتشافات، بالنسبة للزائرين، فرصة مذهلة للتعرف على تاريخ الإمارات وإرثها الحضاري، إضافة إلى التعرف على الدور المهم للآثار المكتشفة والتي كانت صنع الإنسان، والمواقع التاريخية، والتي تضفي مزيداً من الثراء على هوية الدولة». وتتولى مهمة القيم الضيف على أعمال المعرض عالمة الآثار والفخاريات والمتخصصة بالتاريخ الحديث في المنطقة العربية الدكتورة صوفي ميري والتي كانت قادت البعثة الآثارية الفرنسية إلى أبوظبي ما بين 1995 و1999، ومنذ ذلك الوقت وهي تترأس البعثة الآثارية الفرنسية في الإمارات.