بعض الرجال «الشاطرين»، ومؤخراً السيدات «الشاطرات» يجيدون ما يسمى في السوق «تلبيس الطواقي»، يرصدون إعلانات تطلب عقاراً أو منتجاً أو خدمة، ويتحدثون لأصحابها، ثم يتابعون إعلانات تطلب هذه الأشياء، ويحاولون التوفيق بين الطرفين والحصول على عمولة سمسرة مستحقة وذكية. وأود أن أساهم بطاقية ربما تطورت إلى عدة طواقي، فقد لاحظت إعلانات عن فقدان رؤوس «تريلات» يعرض أصحابها مبلغ 50 ألف ريال لمن يجدها أو يدل عليها، وإعلانات سرقة سيارات خاصة يعرض أصحابها مبالغ بين 5 و10 آلاف ريال للغرض نفسه، وفي المقابل لدينا شريحة ملحوظة من الشباب يقضون جل وقتهم في الدوران في الشوارع، وقليل منهم يحبون «مسك الخطوط» والتنقل بين المدن و«التبشيك» مع أقارب أو أصدقاء يعملون أو يدرسون في مناطق مختلفة لعدة أيام في كل محطة. إذاً ما على الشباب سوى استغلال هذا الفراغ، وتنظيم حملات بحث مكثفة عن هذه المسروقات، ولو وفق اثنان منهم في الوصول إلى شاحنتين وسيارتين في العام فسيحصلون على 120 ألف ريال أي خمسة آلاف ريال شهرياً لكل منهم، وهو دخل يعادل راتب أربعة رجال يعملون في مهنة «سيكيورتي» لمدة 12 ساعة يومياً، أو ثلاثة شباب ممن يحصلون على وظائف في الشركات هدفها فقط التسجيل في التأمينات. ويمكن أن تتطور المهنة، ويصبح لدينا ما يعرف بالتحري الخاص، تستأجره الزوجة لملاحقة زوجها، والمقرضين بحثاً عن المقترضين الهاربين، وربما العائلات بحثاً عن السائقين والعاملات «المنحاشين»، والقائمة تطول. ويمكن أن تتوفر وظائف محدودة ونادرة للبنات أيضاً، ممن يستطعن الحصول على الورقة الصفراء، فتستأجرها السيدة الثرية، لملاحقة غريمتها في رحلة التسوق الأوروبية، أو حتى المحلية لرصد ما تشتريه من حلي وملابس، أو الثري لمتابعة زوجته في رحلتها مع الصديقات، ويمكن أن يتطور الأمر إلى الحراسات الشخصية وما في حكمها. بشهادة المرور وأمن الطرق، لدينا مغامرون كثر، لديهم طاقة وفراغ، والأهم سيارات تجوب الطرق والشوارع داخل المدينة، ولدينا شاحنات وسيارات مفقودة ربما يكون بعضها سُرق من مراهقين أو سائقين أجانب، والشباب يفهمون لغة العنف والمراوغة في القيادة فيما بينهم، بل أزعم أنهم ربما قرأوا طريقة تفكير السارق. الخشية من إعلانات الجوائز المغرية، أن يتفق شابان مجرمان، أن يسرق أحدهما المركبة، ويدل عليها الثاني، ويتقاسمان الجائزة، وربما يفعل سائقو الشاحنات المثل مع أصدقائهم، لذا أسحب الفكرة أعلاه، وأكتفي بلبس «طاقيتي» وأترك تلبيس الناس «طواقي» بعضهم بعضا. [email protected]