بدا أن أمانة جدة على موعد جديد مع اختبار صعب خلال هذه الأيام، ومحنةً من نوع مختلف، على رغم أنها لم تنهض بعد من كبوة عاصفة السيول التي ضربت أجزاءً منها، إلا أن سوء الظروف لم يمهلها كثيراً إلا وأفشى في محيطها، محنةً من نوع مختلف، أو مايسمى بحمى الضنك، التي بدت رائحة خطرها تفوح وترتفع لدرجة أن عدد الإصابات بها وصل إلى 106 حالات فقط منذ بداية العام الحالي. وتصديقاً لتطور هذا المرض، وتطوره السريع، فإن أمانة جدة بدأت تحس بناقوس الخطر يدق بابها، ما اضطرها فعلياً لتغيير كل خططها السابقة في هذا النسق، وكشفت رسمياً عبر بيان صادر عنها حصلت «الحياة» على نسخة منه، أنها اتخذت تدابير سريعة وخاطفة، وذات تطور «أيدلوجي» حديث لمواجهة العاصفة المقبلة. وأوضحت أنها عملت في هذا الصدد على إنشاء غرفة عمليات مشتركة في مركز بريمان، وعقدت دورة تدريبية للعناصر الميدانية في برنامج المكافحة المنزلية تعرفهم على أنواع البعوض الناقل لحمى الضنك، إضافةً إلى مجموعات المبيدات وطرق التطبيق المختلفة، والتعرف على أجهزة المكافحة وطرق تشغيلها وصيانتها. وقالت في بيانها «نظراً إلى ما تمثله هذه المرحلة من عوامل ومتغيرات مناخية وما تسببه من ازدياد في كثافة البعوض الناقل لحمى الضنك نتيجة هطول الأمطار، وما نتج منها من تجمعات مائية خصوصاً التي توجد في بدرومات وأقبية المنازل، فقد تم وضع التدابير والخطط في شكل تكاملي للمساعدة على السيطرة والتصدي لارتفاع الإصابات». وكشفت أن إجمالي عدد المنازل التي استجابت لفرق المسح وفرق تغطية الإصابات بلغ 75449 منزلاً منذ بداية العام حتى الأسبوع السابع المنتهي في 14/3/1432 الموافق 17/2/2011، إضافةً إلى تأمينها الفرق الميدانية بالأجهزة، وتزويدها بمليون نسخة توعوية ونشرات تثقيفية، وتأمين 700 حقيبة المكافح (الاستكشاف). وأعلنت أنها تعمل على توحيد الجهود لأعمال المكافحة بمشاركة وزارتي الصحة والزراعة و«شركة دلة» من خلال منظومة العمل التكاملي، وأوعزت لبلدياتها الفرعية برصد المخالفات، والطفوحات وتسرب المياه، وطفوحات الصرف الصحي، إضافةً إلى رصد مخلفات البناء ، وتطبيق الجزاءات والغرامات للمخالفين، مع حرصها على متابعة ورصد السلبيات المضرة للصحة العامة والملوثة للبيئة، ورصد المنازل المهجورة، ومتابعة ورصد الباعة المتجولين، ورصد مسببات المرض داخل الأسواق والمحال التجارية.