لا يختلف الأمر كثيراً عن أمسية شعرية لشاعر معروف له جماهيريته الكبيرة، هكذا ظهر لقاء مدير إدارة مرور منطقة الرياض، مدير مشروع «ساهر» العقيد عبدالرحمن المقبل، إذ تهافت بكثافة طلاب جامعة الملك سعود بمختلف كليّاتها وأقسامها، إلى مدرّج كلية التربية حيث أقيم اللقاء، للحضور والمشاركة، لدرجة وصلت إلى وقوف البعض، نظراً لصعوبة الحصول على مقاعد. وتبدو الحملة المضادة التي يتّخذها كثير من طلاب وأساتذة الجامعة لمشروع «ساهر»، أسهمت في تخلّي كثير منهم عن محاضراتهم الدراسية، واختيار لقاء مدير «ساهر»، لطرح آرائهم حول المشروع، وما يجدونه فيه من سلبيات، فعلى مدى ساعتين صباحيتين، كان الحضور والمقبل يستمعون إلى بعضهم، فما بين تساؤل وانتقاد، يتخلله «تصفيق» وضحك، وإيضاح وتبرير، يصاحبه هدوء في فترات وحدّة في أخرى، كانت تسير العجلة الحوارية بين الطرفين، والتي افتقدت وجود الطالبات ومشاركاتهن، بحجّة أن التقنية لم تسمح بذلك. اللقاء شهد عدداً من المداخلات، بعضها جاء مكرَّراً، ليظهر معها حجم الإقرار الجماعي على بعض الجوانب التي تأتي أبرزها، المطالبة بالرد على الفتوى التي ذكرها مفتي المملكة، من منطلق أن الدولة تسير على الشريعة الإسلامية، والمفتي أطلق فتواه استناداً إلى أمور شرعية، إلا أن تلك المطالبات لم تفلح في استنطاق المقبل، بحجّة أنه مطبّق للنظام وليس مخوّلاً بالرد، الأمر الذي لم يتردد معه أكثر من شخص في القاعة بوصف هذه الحالة ب«التهرّب». وشبّه أحد الحضور أسلوب إخفاء بعض سيارات «ساهر» في بعض الطرق، ب«لعبة القط والفأر»، وكأن الأمر لا يعدو عن كونه رغبة في «الاصطياد»، فيما توزّعت الانتقادات على السرعات المحدّدة للطرق، وقلّة بعضها مقارنة بأحجام الطرق واستيعابها، وعدم وضوح لوحات السرعة، إضافة إلى دور التربية والتوعية، وجاءت المطالبات بزيادة السرعات بالشكل الذي يتناسب مع الطرق، وعدم مضاعفة المخالفات، ووضوح لوحات الطرق، وتنوّعت التساؤلات بين ما إذا كان المشروع قد بُني على دراسة أم أنه لم يخضع لذلك، وعن مراعاة المشروع لطريقة النسبة والتناسب. في الوقت الذي كان للاتهام حضوره من أحد الطلاب، والذي أوضح أن كاميرات ساهر تلتقط ركاب السيارة، مستشهداً باتجاه ووالده إلى المرور، وطلبه من أحد الموظفين إظهار الصورة التي تم التقاطها له من «ساهر»، ليجد فيها بعض أفراد الأسرة.