بارود: لا بد من تعزيز موقع الرئاسة

وصف وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال اللبنانية زياد بارود الوضع السياسي الحالي بأنه «تداول سلطة، وهو أمر طبيعي ويتعلق بقوى سياسية اختارت أن تتنافس على السلطة».
وقال بارود في مؤتمر صحافي عقده أمس، للاعلان عن إنجاز الكتاب المتعلق باللامركزية الادارية: «لن أتحدث عن تشكيل الحكومة في ظل الضجة، واخترت الصمت والاقلال من الكلام، لأن الموضوع يحتاج الى هدوء ومتابعة من المعنيين به وعلى رأسهم الرئيس المكلف»، معتبراً أن «تحديات تصريف الاعمال تصبح اصعب واكبر».
ورأى بارود أن «تصريف الاعمال أثر على مصالح الناس وأمنهم، لأن الانتاجية تصبح أقل والامكانات لا تشبه إمكانات حكومة منطلقة حديثاً»، مذكراً بأن «هناك سرقات، وتوقيف هذه الظاهرة يحتاج الى قرار سياسي والى الضرب بيد من حديد، كما ان موضوع السير يحتاج الى قرار سياسي».
وإذ أكد أن «الوضع لا يزال مقبولاً»، أمل بتشكيل الحكومة «كائناً من كان وزير الداخلية». كما أعلن أنه سيجري جردة حساب لوزارته لاحقاً، معتبراً أن «ما تحقق في الوزارة قارب 90 في المئة مما وعدنا به، وما لم يتحقق كان يحتاج الى مرسوم أو قرار من مجلس الوزراء أو البرلمان».
وأوضح أن «الهدف من هذا المؤتمر هو الاعلان عن إنجاز الكتاب المتعلق باللامركزية الادارية، وهو ما نص عليه اتفاق الطائف»، لافتاً الى أن «مشروع تطبيق اللامركزية الادارية لم يقترن منذ اتفاق الطائف بأي قرار، علماً أنه مطلب جامع لكل اللبنانيين، وهي ليست فيديرالية».
واعتبر ان «اللامركزية التي هي عمل انمائي تعني المواطن أكثر من قانون الانتخابات».
ولمّح الى «ضرورة المراقبة اللاحقة وليس المسبقة على مالية البلديات»، مشدداً على «ان طموحنا هو أن تستفيد البلديات، في حين أن دور الوزارة هو المساعدة». وتمنى ان «يأتي يوم تكون فيه وزارة الداخلية مستقلة عن شؤون البلديات، لأن البلديات هي الوجه الوحيد للامركزية الادارية الانمائي».
ورداً على سؤال، أكد بارود أن «موقع رئيس الجمهورية يجب ان يكون بعيداً من التجاذبات، والمطلوب هو تعزيز السلطات الدستورية، ورئاسة الجمهورية هي على رأس المؤسسات الدستورية ولا بد من تعزيز الموقع».
وشدد على «ضرورة ان يكون الموضوع في اطاره المؤسساتي»، مذكراً بأن «القوى السياسية لها مشروعها وتتمثل بمن تراه مناسباً، ولكن هذا يحصل من دون ان يصار الى التصعيد».
وعما اذا كان سيقبل تسميته وزيراً للداخلية من غير رئيس الجمهورية، أجاب: «كنت على أفضل العلاقات مع كل القوى تأميناً لما كان مطلوباً مني من مهمات، وخصوصاً في ظل الانتخابات النيابية والبلدية وما بينهما من استحقاقات، وكل ادائي كان لفتح ابواب الوزارة امام الجميع. وانفتاحي لا يعني ألا أكون وفياً لمن اختارني لاكون وزيراً قبل سنتين».
وقال: «الرئيس ميشال سليمان الذي أعطاني ثقته سأعطيه وفائي بمعزل عن المناصب. هكذا تربيت على ان اكون واضحاً ومخلصاً لمن كان واثقاً بي»، مضيفاً أن «في السياسة يجب ان نتوقع كل شيء، وعلينا الا نكون حساسين امام كل كلمة. انا لا ادعي النجاح في هذه الوزارة، لكنني قمت بكثير من واجباتي. فخامة الرئيس اعطاني الدعم اللازم، وهناك قوى سياسية دعمتني، لكنني عانيت من مضايقات».