تقدم سفير فرنسا في إمارة آندورا (جنوب أوروبا) زهير قيدادوش بشكوى إلى النيابة العامة، متهماً الإدارة العامة لوزارة الخارجية بممارسة ما وصفه ب «أحط أشكال التمييز العنصري»، في ما يمثل سابقة في تاريخ هذه المؤسسة العريقة. وكشفت إذاعة «فرانس انفو» أن قيدادوش كان قدم استقالته إلى الرئيس فرانسوا هولاند في نيسان (أبريل) الماضي، عبر رسالة أكد فيها انه يستقيل «دفاعاً عن قيم الجمهورية التي تنتهك في وزارة الخارجية». واتهم إدارة الخارجية ب «التغطية على المواقف العنصرية» والإقدام بذلك على «مخالفات خطرة». وأشار السفير إلى أن كونه يحمل اسماً عربياً على رغم أنه ولد في منطقة توركوان الفرنسية من أبويين جزائريين، حال دون توليه لعدد من المناصب منها منصب قنصل عام في أنفيرس (بلجيكا). وذكر أن تعيينه في هذا المنصب، اعتُبر بمثابة «خيار خاطئ»، نظراً إلى قوة اليمين المتطرف في منطقة فلاندر حيث تقع أنفيرس وأنه قد يفسر على أنه استفزاز للجالية اليهودية الموجودة فيها. وأكد قيدادوش وهو لاعب كرة قدم سابق تدرج في إدارات حكومية عدة قبل تولييه منصب سفير بعد الانتخابات الرئاسية عام 2012، أن حاله ليست منفردة وأن بوسعه الكشف عن حالات تمييز أخرى استهدفت زملائه بسبب أصولهم أو انتماءاتهم السياسية. وقال إن إدارة الوزارة تفرض «أومرتا» وهو قانون الصمت المتبع من قبل أعضاء المافيا للحؤول دون الكشف عن الممارسات الخاطئة. ولفت قيدادوش إلى أنه تقدم بشكوى إلى مدعي عام الجمهورية بتهمة «التصرف العنصري» و«التمييز الاجتماعي والتفريق من حيث المعاملة» بين العاملين في الوزارة. وأوردت مجلة «لونوفيل أوبسرفاتور» أن بعض مستشاري هولاند وأيضاً وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، حاولوا إقناع السفير بالعدول عن الاستقالة كما عرضوا عليه عدداً من المناصب لتهدئته. في المقابل، فإن بعضاً آخر أيد السفير في موقفه من العقلية المغلقة المسيطرة على وزارة الخارجية، كما أفادت المجلة التي أضافت إن قيدادوش المعروف بنشاطه المناهض للعنصرية كان يتوقع أفعالاً وعقوبات بحق الديبلوماسيين الذين يصفهم بالعنصريين وليس الاكتفاء بالنوايا الحسنة. وفند الناطق باسم الخارجية رومان نادال في بيان له الاتهامات «الخطرة» التي أورده قيدادوش، وقال إن «لا أساس لها وهي غير مقبولة». وقال نادال إن عمليات التفتيش والتقييم الداخلية التي تجري في الوزارة بانتظام منذ عام 2008، لا تؤكد صحة هذه الأقوال، مؤكداً أن القضاء لم يطالب الوزارة بمعلومات في شأن هذه الشكوى. وقال الناطق إن وزارة الخارجية تعتبر أن وجود أشخاص منبثقين من الهجرة بين كوادرها «ميزة ومصدر قوة».