على رغم نفي الحكومة العراقية وقوع حادثة قصف موقع ل «الحشد الشعبي» داخل الأراضي العراقية، طالب بعض نواب التحالف الوطني إقامة دعوى قضائية في محكمة العدل الدولية ضد القوات الأميركية المتهمة بقصف موقعٍ ل «الحشد» قرب الحدود مع سورية أخيراً وأدى إلى مقتل وإصابة العشرات من عناصره. وكانت «كتائب سيد الشهداء» التابعة إلى «الحشد» اتهمت القوات الأميركية بقصف مواقعها في منطقة عكاشات قرب الحدود العراقية- السورية. وفيما أكدت أنها لن تسكت عن ذلك، دعت الفصائل المسلحة في «الحشد» إلى الاجتماع والرد المناسب. وقال النائب كاظم الصيادي عن «دولة القانون» خلال اعتصامه مع نائب آخر في وسط بغداد، «نعتصم في ساحة التحرير للتعبير عن رفضنا للجريمة الكبرى التي ارتكبها الأميركان بقصفهم مواقع كتائب سيد الشهداء الحدودية وندعو جميع القوى الوطنية للوقوف ضد تجاوزات التحالف الدولي السافرة ضد الحشد الشعبي الذي وقف سداً منيعاً لحماية البلاد من العصابات الإرهابية القذرة». وطالب الحكومة العراقية ب «التحقيق العاجل واتخاذ الإجراءات اللازمة لغلق السفارة الأميركية في بغداد فضلاً عن طرد سفيرها، كونها المسؤول الأول عن الانتهاكات التي تطاول الحشد الشعبي». وحض «قوات الحشد الشعبي على الرد على انتهاكات التحالف الدولي وقصفهم لمواقع كتائب سيد الشهداء قبل أيام». وعدّت النائب فردوس العوادي عن «التحالف الوطني» الشيعي «تكرار قصف الطيران الأميركي لقطعات الحشد الشعبي شاهد إثبات يصطف مع الشواهد والأدلة التي يملكها العراق والتي اعترفت بها أميركا بوقوف القوات الأميركية مع داعش وكل فصائل الإرهاب في العالم، بل هي التي صنعتها لتنفيذ مشاريعها التقسيمية». وجاءت هذه التصريحات بعد ساعات من نفي رئيس الوزراء حيدر العبادي، بصفته القائد العام للقوات المسلحة، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي «حادثة قصف الحشد من قبل التحالف غير صحيحة، وليس لدينا حشد خارج العراق». وأوضح: «لا نتدخل بالملف السوري، ونطلب من كل الأطراف أن لا يورطوا العراق خارج أراضيه وعدم زج العراق في ملفات خارجية». كما نفت «قيادة العمليات المشتركة» في بيان تسلمت «الحياة» نسخة منه، «وقوع أي هجوم على منتسبي هيئة الحشد الشعبي في غرب الأنبار». وأفادت بأن «الحوادث التي تناقلتها وسائل الإعلام وقعت خارج الحدود العراقية ولم تطاول مقاتلي الحشد الشعبي أو أي قوات عراقية أخرى». ووصف الناطق باسم التحالف الدولي العقيد ريان ديلون «مزاعم ضربات التحالف الدولي ضد قوات الحشد الشعبي بالقرب من الحدود العراقية- السورية» بأنها «عارية من الصحة». ولفت إلى أن «التحالف لم ينفذ أي ضربات في تلك المنطقة وفي ذلك التوقيت». وبين أنه «لا توجد عملية للتحالف إلا بموافقة الحكومة العراقية». وذكر كريم النوري، القيادي في «الحشد الشعبي»، في تصريح إلى «الحياة» أن «من السابق لأوانه إطلاق الاتهامات أو تحميل طرف ما المسؤولية إزاء ما تعرضت له مواقع سيد الشهداء القريبة من الحدود السورية حيث لم تنته التحقيقات بعد ولم تكشف النتائج بعد»، مؤكداً «سيصدر موقف رسمي إزاء ذلك بعد أعلان النتائج».