أعلنت القوات النظامية السورية سيطرتها على عدد من التلال الاستراتيجية التي تزيد مساحتها على 100 كيلومتر مربع قرب الحدود الأردنية. وأكد فصيل في «الجيش الحر» سيطرة القوات الموالية على هذه المناطق بعد انسحاب «جيش أحرار العشائر» من المنطقة فجأة، في وقت تضاربت الأنباء حول مقتل عشرات من عناصر كتائب «سيد الشهداء» العراقية الموالية لإيران في قصف قرب الحدود العراقية– السورية. وقال مسؤول عسكري لوكالة الأنباء السورية «سانا»، إنه «تم القضاء على آخر تجمعات الإرهابيين في بئر الصابون وتل جارين وتل رياحي وتل أسدي». وأشار إلى أن العملية مستمرة باتجاه بئر الصوت لحماية النقاط العسكرية المتقدمة باتجاه الحدود الأردنية. وكانت القوات النظامية استعادت الشهر الماضي السيطرة على عدد من البلدات والقرى والتلال والنقاط الاستراتيجية في ريف السويداء الشرقي، وقطعت خطوط إمداد فصائل المعارضة من الحدود الأردنية حتى ريف دمشق والغوطة، وما بين البادية شرقاً واللجاة غرباً، وصولاً إلى ريف درعا الشرقي. و «جيش أحرار العشائر»، الذي كان يطلق عليه سابقاً «القيادة الجنوبية»، هو تحالف سوري معارض تابع ل «الجيش الحر»، وينشط في درعا والقنيطرة وأجزاء من محافظة السويداء. وأكد مسؤولون في المعارضة السورية ثبات موقفهم تجاه الأزمة، مؤكدين أن دعم السعودية والدول المجاورة يزيدهم صلابة. وقال القائد العام لحركة «تحرير الوطن» العقيد الركن فاتح حسون ل «الحياة»، إنه «ليس جديداً على الثورة السورية الموقف الثابت والمشرف للسعودية تجاه الثورة السورية»، مشيراً إلى «وقوف المملكة مع نداءات واستنجادات الشعب السوري منذ اليوم الأول». وأضاف: «لن تبدل المملكة موقفها... وهذا الموقف نلمسه كوفد مفاوض في كل مفصل من مفاصل المفاوضات». وفي بغداد، تضاربت الأنباء في شأن مقتل عشرات العناصر وجرح غيرهم من فصيل مسلح عراقي مقرب من إيران في قصف قرب الحدود العراقية– السورية التي تمركزت فيها فصائل الحشد الشعبي التي تسمى «الحشد الولائي»، في مقابل تجمعات أخرى يطلق عليها «الحشد السيستاني». وحمّلت كتائب «سيد الشهداء»، أحد فصائل الحشد الشعبي، الجيش الأميركي عواقب القصف المدفعي الذي استهدف عناصرها على الحدود العراقية- السورية، فيما دعت الجهاتِ المختصةَ، ولا سيما الحكومة العراقية، إلى فتح تحقيق كبير بهذا الصدد. في المقابل، أكد رئيس الوزراء حيدر العبادي أمس، أن قوات التحالف الدولي لا تملك صلاحيات تنفيذ ضربات من دون موافقة حكومة بغداد. وقال العبادي في المؤتمر الصحافي الأسبوعي، إن قوات التحالف لا تملك صلاحيات تنفيذ ضربات من دون موافقة بغداد، معلناً موافقته على توقيتات خطط عسكرية لاستعادة الأراضي المتبقية تحت سيطرة «داعش»، في إشارة إلى بلدات تلعفر (نينوى) والحويجة (كركوك) والقائم (الأنبار) والتي ما زالت تحت سيطرة تنظيم «داعش». وقال الناطق باسم «الحشد الشعبي» كريم النوري ل «الحياة»، إن «الحكومة العراقية بدأت اليوم (أمس) إجراءاتها لتشكيل لجنة تحقيق مشتركة مع قوات التحالف الدولي لمعرفة الأسباب الحقيقة التي أدت إلى مقتل عشرات من الحشد الشعبي». وكانت «كتائب سيد الشهداء» أعلنت أمس، سقوط 41 قتيلاً وحوالى 40 جريحاً من عناصر التشكيل بقصف جوي أميركي قرب الحدود العراقية- السورية. وقال نائب الأمين العام للكتائب أحمد الموسوي إن «قوات كتائب سيد الشهداء تعرضت للقصف الأميركي داخل الحدود العراقية»، مبيناً أن «عناصر الحشد الشعبي الموجودة في قاعدة (h3) أبلغت الحكومة العراقية بهذا القصف، والعملياتُ المشتركة تم إبلاغها أيضاً». ونفى الناطق باسم التحالف الدولي العميد ريان ديلون، قيام طيران التحالف الدولي بقصف قوات الحشد الشعبي قرب الحدود العراقية- السورية. وقال إن «مزاعم حصول ضربات التحالف ضد قوات الحشد الشعبي بالقرب من الحدود العراقية- السورية غير دقيقة، لم تنفذ أي ضربات هناك في الساعات الماضية». في المقابل، نشرت وكالة «أعماق» التابعة لتنظيم «داعش» شريطاً لعملية قالت إنها استهدفت قوات عراقية قرب الحدود العراقية- السورية بصواريخ موجهة.