واصل المجتمع الدولي الإشادة بجهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في إنهاء القيود التي فرضتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على المسجد الأقصى، التي كشف عنها الديوان الملكي في بيان له أول من أمس (الخميس). وأعرب وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي عن تقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على جهوده المتواصلة لحماية المسجد الأقصى ثالث الحرمين، ولملوك ورؤساء العرب والمنظمات الإقليمية، على تدخلهم المستمر والفاعل لإلزام إسرائيل باحترام الوضع القائم التاريخي والقانوني في المسجد الأقصى، التي تكللت مع الجهود الفلسطينية بالنجاح. وقال المالكي في كلمته خلال الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب بالقاهرة أول من أمس، إن معركة القدسالمحتلة بدأت ولن تنتهي إلا بزوال الاحتلال الإسرائيلي، مبرزاً محاولات إسرائيل منذ خمسين عاماً لفرض سيادتها عليها. وأضاف أنه من خلال هذه الاعتداءات والانتهاكات أرادت إسرائيل اختبار مدى ما يمكن أن تصل إليه ردود فعل الأمتين العربية والإسلامية لحماية المسجد الأقصى، مؤكداً أن أهل القدس قالوا كلمتهم بأن القدس ومقدساتها لنا وهي عاصمتنا. وبيّن المالكي أن القضية بأكملها ليست أمنية وإنما سياسية خالصة، وعندما قرروا إزالة البوابات أثبتوا أن الموضوع سياسي وليس أمنياً، مشدداً على أن أهل القدس سيظلون على أهبة الاستعداد للدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية، وسيظلون العيون الساهرة المرابطة حول المسجد الأقصى وحول القدس، لافتاً إلى أن القيادة الفلسطينية واكبت هذه الاعتداءات الإسرائيلية غير المسبوقة بالتنسيق الحثيث مع الأشقاء على أعلى المستويات. وأشادت الإمارات بجهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لإنهاء القيود التي فرضتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في المسجد الأقصى، مشيرة إلى أنها جهود دؤوبة تؤكد الدور المركزي والمسؤولية التاريخية للمملكة العربية السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين. وعبّر وزير الدولة رئيس وفد دولة الإمارات خلال الاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري بالقاهرة الدكتور سلطان بن أحمد الجابر في كلمته، عن استنكار الإمارات وإدانتها الشديدين للإجراءات والممارسات التي اتخذتها إسرائيل أخيراً في المسجد الأقصى المبارك، بوصف ذلك سابقة خطيرة وعدواناً على المقدسات وحقوق وحرية ممارسة الشعائر الدينية، محذراً من تداعيات مثل هذا العمل الخطير على تقويض الجهود الإقليمية والدولية لإحياء عملية السلام. وقال إن بلاده سبق وأن أعربت عن إدانتها واستنكارها الشديدين لإغلاق قوات الاحتلال المسجد الأقصى المبارك ومنع إقامة صلاة الجمعة فيه، وإنها تعتبر ذلك سابقة خطيرة وعدواناً على المقدسات وحقوق وحرية ممارسة الشعائر الدينية، مؤكداً رفض الإمارات التام لأية محاولات ترمي إلى تغيير الوضع القانوني والتاريخي في مدينة القدس، أو فرض وقائع جديدة داخل الحرم القدسي الشريف. وجدد موقف الإمارات بمطالبة دول العالم والمنظمات الدولية كافة بالتصدي للممارسات الإسرائيلية التي تخالف الشرعية الدولية، وضرورة العمل على ضمان عدم تكرارها، وبذل الجهود لإحلال السلم. كما ذكّر بموقف الإمارات الداعي إلى ضرورة حل القضية الفلسطينية استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من حزيران (يونيو) عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. الاتحاد البرلماني العربي ينوّه بدور الملك سلمان في القدس أعرب الاتحاد البرلماني العربي عن إشادته بما يقوم به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز من جهود واتصالات دولية من أجل القدس. كما ثمّن الاتحاد في بيانه مساء أول من أمس بالرباط في ختام المؤتمر ال25 الطارئ للاتحاد حول القدس، الذي شارك في أعماله وفد من المملكة برئاسة رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، وعضوية عضو المجلس عضو اللجنة التنفيذية للاتحاد البرلماني العربي عيسى الغيث، بجهود العاهل المغربي رئيس لجنة القدس الدولية الملك محمد السادس، دفاعاً عن القدس المبارك وصيانة معالمها ومآثرها، والحفاظ على طابعها العربي، ودعم صمود أهلها، وتجويد عدد من الخدمات المقدمة لهم في مجال التعليم، وترميم المآثر، والتكفل الاجتماعي من خلال صندوق بيت مال القدس. وأشاد البيان بجهود العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بصفته صاحب الوصاية الشرعية على المقدسات في القدس الشريف. وأعرب المشاركون في المؤتمر في بيانهم الختامي عن إدانتهم ورفضهم الشديدين للإجراءات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي لتغيير معالم مدينة القدس وطمس هويتها العربية والإسلامية والمسيحية، كما شددوا على رفضهم القاطع لكل الطروحات القائلة بإنشاء القدس الكبرى، أو أي حل قائم على وضعها تحت الوصاية الدولية، وعلى أن الانتهاكات الإسرائيلية الأخيرة هي محاولة للدفع بالمنطقة إلى حرب دينية. وطالب البيان الختامي للمؤتمر المنظمات الدولية بتحمّل مسؤولياتها في حماية المعالم الأثرية في فلسطين، كما طالب الاتحاد البرلماني الدولي بإدانة ومعاقبة الكنيست الإسرائيلي، لما يقوم به من إقرار قوانين عنصرية، وآخرها قانون ما يسمى بالقدس الموحدة. ودعا البيان الختامي إلى العمل مع الحكومات العربية ومنظمات المجتمع المدني لتأمين الدعم المادي لأسر الشهداء الفلسطينيين ومن هدمت بيوتهم، مقترحاً إنشاء صندوق دعم برلماني خاص بالمسجد الأقصى والقدس. وحيّا المشاركون صمود الشعب الفلسطيني عموماً والمرابطين والمرابطات من أهل بيت المقدس خصوصاً، الذين يحمون ويذودون عن القبلة الأولى للمسلمين، وأكدوا أن القدس بمسجدها الأقصى وجميع الأماكن المقدسة من كنائس ومساجد وأماكن تراثية هي ملك خالص للشعب الفلسطيني، بناها بحضارته وجهده وماله منذ نشأة المدنية، الأمر الذي أكدته القوانين والقرارات والمنظمات المعنية بما فيها منظمة اليونيسكو. وطالب المشاركون في هذه الدورة بالضغط على إسرائيل من أجل تحرير الأسرى الفلسطينيين، وخصوصاً من اعتقلوا واختطفوا منهم خلال الهبة الشعبية الأخيرة دفاعاً عن الأقصى.