أكدت أوساط في الجزائر إبرام اتفاق مع فرنسا على اتخاذ خطوات متبادلة لنزع فتيل التوتر في العلاقات الثنائية، مشيرة إلى أن هذا الأمر سرع سحب الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة شكوى ضد صحيفة «لوموند» الفرنسية إثر اعتذارات قدمتها عن نشر صورته مع موضوع عن الفساد ما أوحى بعلاقته بالأمر. وتم التوصل إلى تفاهم بين الجانبين خلال زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الجزائر الأسبوع الماضي، على اتخاذ إجراءات عدة للتهدئة تمهيداً لزيارة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للجزائر يلتقي خلالها بوتفليقة. وفي مقدم مؤشرات التفاهم قرار الرئاسة الجزائرية سحب الدعوى القضائية ضد الصحيفة الفرنسية على خلفية استعمالها صورة بوتفليقة في الصفحة الأولى وكأنه معني بفضيحة «أوراق بنما». وأدى ذلك إلى تعميق الجزائر أزمتها الديبلوماسية مع باريس والتي تفاقمت في شكل كبير في الأيام الأخيرة لعهد الرئيس السابق فرنسوا هولاند. وأوردت مجلة «لوموند أفريك» الفرنسية، أن محامي بوتفليقة طالب في الدعوى المرفوعة أمام العدالة الباريسية بتغريم مدير الجريدة «يورو واحداً رمزياً» ونشر الحكم القضائي في الصفحة الأولى للجريدة الفرنسية كما طالب بتعويض قدره 10 آلاف يورو عن الأضرار المعنوية التي لحقت بالرئيس. واحتجت الجزائر لاحقاً في شكل شديد اللهجة لدى السلطات الفرنسية بخصوص الوثائق التي نشرتها الصحيفة والتي استعملت صورة الرئيس الجزائري ضمن خمس شخصيات أشارت إلى أنها ذكرت في تسريبات «أوراق بنما». ونشرت صحيفة «لوموند» توضيحاً بعد احتجاجات رسمية جزائرية لدى السلطات الفرنسية، شرحت فيه أن «صورة الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة في الصفحة الأولى، تركت انطباعاً بوجود اسم الرئيس الجزائري، الذي لم يرد اسمه في وثائق بنما». ويعتقد أن الجزائر تتجه أيضاً إلى تعيين سفير لها في باريس بعد شغور المنصب لشهور، كإشارة أخرى إلى استئناف علاقات ثنائية من دون حساسية مفرطة. ودعمت الجزائر ماكرون بشدة قبل فوزه في الانتخابات الأخيرة عندما زارها كمرشح للرئاسة، وهو بدوره أطلق تصريحات غير مسبوقة في مجال الذاكرة المشتركة حين تحدث عن ضرورة اعتذار بلاده للجزائر عن الفترة الاستعمارية وهو أقصى ما قد يتمناه بوتفليقة. وفي سياق ذي صلة، من المقرر أن يغادر سفير فرنسا الحالي في الجزائر برنار ايمييه البلاد خلال تموز (يوليو) المقبل بعد أن تم تعيينه رئيساً لجهاز الاستخبارات الفرنسية. وتناقلت وسائل إعلام فرنسية عبر حساباتها على «تويتر» خبر اختيار السفير الفرنسي في الجزائر ليشغل منصب مدير الأمن الخارجي بعد سنتين من تعيينه سفيراً في الجزائر، ليكون ثاني سفير في الجزائر يتم تحويله إلى جهاز الاستخبارات الفرنسي بعد برنار باجولي.