من جدّ ومن دون مقدمات، لم أتمالك نفسي من الضحك، قرأت الخبر مرات ومرات لمن حولي، وفي كل مرة كنت لا أتمكّن من إكمال القراءة، بسبب استغراقي في الضحك، حتى دمعت عيناي وأنا أنظر إلى الشارع المقابل لمنزلي وهو غارق في شبر مياه، من جراء المطر البسيط الذي حط على مدينة جدة الشهر الماضي. يتلخص الخبر في استياء شديد من بعض المواطنين، بسبب رؤيتهم لملابس غير لائقة عليها صور ل«ميكي ماوس وميكي ماوسة» في وضع حميمي، كما ذكر الخبر الذي ذكر موقع المحل السيئ، الذي يبيع هذه الملابس السيئة، والذي يروّج لأجندة تغريبية هدفها نشر هذه السلوكيات بين الأطفال الصغار، لأنها صور مرسومة على ملابسهم، وهم بالطبع لأنهم صغار ستعلق هذه الصور في ذاكرتهم، ومن الممكن أن يقوموا بتطبيقها في الروضات، ويصبح التقبيل سلوكاً قد لا يمكن السيطرة عليه مستقبلاً. ذكّرني الخبر بمجموعة من الأشخاص تقدموا بشكوى ضد إحدى شركات البسكويت، لأنها تصنع بسكويتاً يتضمن صدر حيوانات، ومن ضمنها صورة الخنزير، وهم يتوعدون وزارة التجارة التي لا تدقق في ما تسمح بدخوله لمحال «السوبر ماركات» التي يرتادها بالطبع الأطفال، وهم ربما يشبطون (يعني يتعلقون بشدة في علبة البسكويت الوحشة التغريبية)، ومن ثم يأكلونها، وربما يسألون آباءهم عن أسمائها، فيتعرفون حينئذ أن هناك حيواناً اسمه خنزير ثم يطالبون بأكله، فتتحقق بذلك الأجندة التغريبية التي تريد إدخال لحوم الخنازير إلى بلادنا! هل انتهت مشكلاتنا حتى نتعلق بمشكلة صورة للرسوم المتحركة؟ نعم ضد الكلام الفاحش الذي قد نصادفه على بعض الملابس، ولكننا لسنا ضد الصور البريئة التي تزيّن ملابس أطفالنا الصغار، وقد تزيّن ملابس الكبار أيضاً، ألا يكفي أن كتب الأطفال خالية من ألوان الفرحة والبهجة، فهل نريد لأطفالنا أيضاً أن يلبسوا ملابس بلا ملامح؟ اقترح بناء على ذلك أن يتم منع الأطفال من الذهاب مع ذويهم إلى محال البقالة أو «السوبر ماركات»، حتى لا يشاهدون شوكولاتة على شكل بندة أو على شكل فيل. وبالطبع منعهم من ارتياد محال الملابس أيضاً، حتى لا يشاهدون ملابس عليها صور مفرحة لرسوم متحركة تعلقنا بها منذ طفولتنا، ونحن نعلم أنها رسوم متحركة، ولم نكن أغبياء، على رغم صغر سننا. أحد المواطنين صرّح لأحد الصحافيين بأن ابنته الصغرى هي التي نبهته للخطر القائم، لأنها أشارت إلى الفئران اللعينة التي دعا إلى قتلها احد الأشخاص قبل فترة من الفترات، وأثارت دعواه ضجة محلية ودولية، لأسباب غريبة تخلو من المنطق. اليوم يطالب والد الفتاة المصدومة بمعاقبة المسؤولين الذين سمحوا بدخول هذه الملابس الإباحية، على رغم أنها تأتي على كل القنوات الخاصة بالأطفال والخاضعة لدراسة نفسية واجتماعية حول التأثيرات المتوقعة من فيلم الكرتون الذي جعلني أقارن لماذا لم يعترض احد ما على الكلمات الغريبة التي نسمعها في بعض رسومنا المتحركة، والتي تمتلئ بعبارات تشعرك بأننا نتعامل مع مجموعة من الأغبياء أو المتخلفين بعبارات يا أحمق يا أبله يا ملعون؟ [email protected]