قالت وزيرة التنمية الدولية البريطانية بريتي باتيل في وقت متأخر من مساء أمس (الأربعاء) إن القتل والفظائع الأخرى التي تحدث في جنوب السودان تصل إلى حد الإبادة الجماعية وإن على القادة الأفارقة أن يتحركوا إزاءها وألا يعتمدوا على الآخرين من أجل الاستجابة لتلك الفظائع. وأضافت باتيل بعد زيارتها إلى أحدث دولة أفريقية للصحافيين في أوغندا المجاورة إن حكومة الرئيس سلفا كير تمنع وصول المساعدات وتستخدم الغذاء سلاحا من أسلحة الحرب، موضحةً أنها «فظائع قبلية تماماً وعلى هذا الأساس فإنها إبادة جماعية». وتابعت «هناك مذابح تقع وحلوق أشخاص تُشق... وقرى تحرق عن آخرها... تُتبع هناك سياسة الأرض المحروقة». وقالت الوزيرة البريطانية إلنها أبلغت كير في اجتماع أول من أمس أنها تتوقع منه أن يعمل لمنع عرقلة المساعدات وكذلك لإنهاء النزاع. ويعصف بجنوب السودان عنف واسع النطاق منذ تموز (يوليو) عندما اندلع القتال في العاصمة جوبا ثم امتد إلى مناطق أخرى. ويقول المدنيون الذين فروا من العنف إلى دول مجاورة إن القوات الحكومية، وغالبية أفرادها من قبيلة «دنكا» التي ينحدر منها كير، تقوم بعمليات قتل وغيرها من الجرائم ضد قبيلة «نوير» التي ينتمي إليها مشار وقبائل أخرى أصغر يُشتبه بدعمها للمتمردين وتقدر الأممالمتحدة أن العنف شرد حوالى ثلاثة ملايين من مواطني جنوب السودان في أكبر نزوح عبر الحدود في أفريقيا منذ الإبادة الجماعية في رواندا في العام 1994. وفر أكثر من نصف ذلك العدد إلى دول مجاورة لا سيما أوغندا. وفي شباط (فبراير) أعلنت الأممالمتحدة المجاعة في بعض أجزاء البلاد. وتفجر القتال من جديد بين قوات موالية لكير ونائبه السابق ريك مشار وهما ينتميان إلى مجموعتين عرقيتين متنافستين في حزيران (يوليو) العام 2016 بينما كانت الدولة المنتجة للنفط لا تزال تئن تحت وطأة أولى حروبها الأهلية التي اندلعت في 2013 بعدما عزل كير نائبه مشار من منصبه. وانتهى النزاع باتفاق سلام في العام 2015 وعاد مشار إلى منصبه نائباً للرئيس في وقت مبكر من العام الماضي. لكن التوتر بين الرجلين ظل كامناً وقاد في آخر الأمر إلى أحدث أعمال العنف.