أفيد أمس باستئناف إلقاء المساعدات الإنسانية من الجو على مناطق في دير الزور المحاصرة من «داعش» بعد غارات عنيفة شنها الطيران الروسي والسوري على هذه المدينة شرق سورية وقرب حدود العراق. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن اشتباكات عنيفة دارت «بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم «الدولة الإسلامية» من جهة أخرى، في محور منطقة المقابر جنوب مدينة دير الزور، وسط تنفيذ الطائرات الحربية غارات عدة على مناطق الاشتباك، ومعلومات عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين». وكانت قاذفات روسية حلقت فوق العراق وإيران وشنت غارات على مواقع «داعش» في دير الزور. وأعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة الثلثاء أنه استأنف إسقاط الغذاء جواً لمساعدة 93500 سوري في مدينة دير الزور التي يحاصرها «داعش». وكانت عملية الإسقاط الجوي للمساعدات توقفت في 15 كانون الثاني (يناير) بعد أن قسم متشددو «داعش» المدينة المحاصرة إلى قسمين واجتاحوا منطقة الإنزال التي استخدمت ما يصل إلى 177 عملية إسقاط جوي للمساعدات منذ نيسان (أبريل). وقالت الناطقة باسم البرنامج بيتينا لوشر أن منطقة إنزال جديدة تستخدم الآن، وأن إسقاط الغذاء جواً استؤنف في 29 كانون الثاني بواقع عمليتي إسقاط حتى الآن. وتمّ إسقاط ما وزنه 3340 طناً من الغذاء والمساعدات الإنسانية الأخرى منذ نيسان. ويقول خبراء في شؤون الإغاثة الإنسانية أن الإسقاط الجوي هو الملاذ الأخير نظراً إلى كونه عملية معقدة ولا يقوم بإيصال سوى جزء ضئيل من حجم المساعدات التي تحملها قافلة من الشاحنات. وعلاوة على ذلك، فإن الإسقاط في دير الزور يتم من على ارتفاعات كبيرة خشية التعرض لهجوم من الأرض. وفشلت محاولة الإسقاط الأولى العام الماضي بعدما انحرفت ألواح التحميل عن مسارها أو تحطمت على الأرض بسبب خلل في عمل المظلات. وقال مكتب الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في تقرير السبت أنه على رغم توقف عمليات إسقاط الغذاء لبرنامج الأغذية العالمي تمكنت مروحيات الحكومة السورية من جلب بعض إمدادات الغذاء والدواء للجنود في شكل أساسي وأجلت القوات المصابة. وأضاف أن شركة سورية خاصة نقلت جواً 24 طناً من البطاطا والبصل إلى المدينة لبيعها بأسعار مرتفعة نسبياً. وتبلغ كلفة إسقاط طن واحد من المساعدات نحو 10 آلاف دولار وبلغ إجمالي التكلفة التي تحملتها الأممالمتحدة 33 مليون دولار حتى الآن. وذكر تقرير الأممالمتحدة الإنساني أن مخزون المواد الغذائية لدى برنامج الأغذية العالمي في المدينة أوشك على النفاد بينما يحاول متطوعو الصليب الأحمر جمع الغذاء من ألواح التحميل التي تحطمت في عمليات إسقاط سابقة. وأفاد موقع «روسيا اليوم» أمس، بأن مركز حميميم الروسي للمصالحة بين الأطراف المتنازعة في سورية أوصل أكثر من 20 طناً من المساعدات الأممية الإنسانية إلى سكان سورية. وأوضح المركز، في بيان، أن طائرات شحن روسية قامت بعملية إنزال 20.7 طن من المساعدات الإنسانية الأممية التي تلقتها السلطات السورية في وقت سابق إلى مناطق مدينة دير الزور السورية. إلى جانب ذلك، أكد المركز أنه نفذ 12 حملة إنسانية في حلب شملت أحياء القصيلة، والشيخ مقصود، وداراً للمسنين في حي قرلق، ومدارس في أحياء كريم الضوضو، الأكرمية، والخادية، والعويجة، والصالحين والأشرفية، ومساجد في أحياء الحمدانية، وعقيل، حيث تم إيصال 15.2 طن من المساعدات الإنسانية، بما فيها أكثر من 7.5 طن من الخبز و3000 وجبة غذاء ساخنة، إضافة إلى 1200 حصة غذائية لأكثر من 9960 شخصاً.