لعلها المرة الأولى التي تعزف فيها امرأة الموسيقى في أمسية شعرية في ناد أدبي، فالأمسية الشعرية الألمانية التي أقيمت تباعاً في ناديي الرياضوجدة الأدبيين، دشنت حقبة مهمة في تاريخ الثقافة السعودية، فبدلاً من العود والصوت الرجالي (غالبية الأندية لم تعرف بعد العزف على العود)، تحضر المرأة جنباً إلى جنب مع الرجل، لتقدم موسيقاها الرائعة عبر آلة الأورغ، بما يجعل الأندية حواضن حقيقية للثقافة والفن بأنواعها، وليس مجرد مؤسسات «بيروقراطية». أزاحت عازفة «الأورغ» الألمانية لورا فيلد، ركام الصمت الذي سيطر على نادي جدة الأدبي لزمن، وذلك خلال الأمسية الشعرية، التي نظمها النادي مساء الثلثاء الماضي. وقدمت فيلد مقاطع موسيقية منوعة صاحبت القصائد الشعرية، التي ألقاها الأستاذ في جامعة هامبورغ في ألمانيا الشاعر المصري محمد خليفة، نالت استحسان الحضور وصفقوا لها غير مرة. وقرأ خليفة عدداً من قصائده، ومنها: الأرض، حكمة العصفور، عن الحب، صحراء وسواها، إضافة إلى ترجمته لقصيدة شاعر ألمانيا الكبير غوته «أنشودة محمد» الخاصة بالرسول العربي محمد عليه الصلاة والسلام، كما قرأ قصائد مختارة للشاعرين العربيين محمود درويش وممدوح عدوان، وقال خليفة: «حاولنا في هذه الأمسية أن نقدم مشاركة ثقافية عربية ألمانية، لأننا نحاول منذ زمن أن نوجد رابطاً ثقافياً بين العرب والألمان، وإيضاح الصورة الحقيقية للمخزون الفكري والثقافي، الذي يمتلكه العرب في القديم والحديث». وفي نهاية الأمسية، قدم النادي شهادات تقدير للشاعر خليفة والعازفة لورا.