الترجمة العربية لكتاب الباحث السفير السعودي لدى لبنان علي بن سعيد بن عواض عسيري «مكافحة الإرهاب - دور المملكة العربية السعودية في الحرب على الإرهاب» صدر حديثاً في طبعة مشتركة بين جامعة أوكسفورد والدار العربية للعلوم - ناشرون، وأنجز الترجمة مركز ابن العماد. والكتاب أصلاً ثمرة أطروحة ماجستير ومحتوياته كما يشير المؤلف تمثل على نحو حصري آراءه الشخصية ولا تعبّر عن وجهة نظر الحكومة السعودية. يقتفي المؤلف جذور المشكلات المتعلقة بتعريف الإرهاب، مشدداً على الفارق المميز بين «الإرهاب» و «المقاومة» وبين الإرهابي والمناضل، لينتقل بعد ذلك الى التعريف الوظيفي. ويناقش أيضاً الإرهاب في الممارسة على أرض الواقع العملي، مسلطاً الضوء على أغراضه ومراميه وأهدافه، ويحدده ضمن منظوره التاريخي، ليصل الى الإرهاب الذي يمارس باسم الدين. ويتفحص المؤلف المنظور الإسلامي، ويتناول كراهية الإسلام الممارسات الإرهابية ونفوره منها، والمدلول الحقيقي والصحيح للجهاد، والتراث الإسلامي القائم على التعايش بسلام وأمان ووئام مع الآخر. ثم يسهب في تفصيل الأسباب العميقة للإرهاب، مع تركيز خاص على شكاوى المسلمين ومظالمهم في شتى أنحاء العالم. ويفسر كيف طبقت الاستراتيجية السعودية ثلاثية الشعب بأبعادها المحلية والإقليمية والدولية. ويعرض المؤلف في الكتاب أيضاً عدداً من دراسات الحالة المتعلقة بالاستراتيجية السعودية وبعض الاستنتاجات الختامية المتصلة بالسعي نحو عالم متحرر من آفة الإرهاب وبلائه. ويقول المؤلف: «بعد أن عملت أكثر من ثماني سنوات سفيراً للمملكة في باكستان، أجد أن هذا البلد الشقيق يعاني معاناة شديدة من الإرهابيين. أما فكرة تأليف هذا الكتاب، فقط خطرت لي حين شهدت فظاعة العنف الإرهابي المنتشر في باكستان، والمنطقة والعالم. وأدركت تماماً الحاجة الماسة الى صياغة استراتيجية فاعلة وطويلة الأمد لمكافحة هذه البلوى. «بدأت بالبحث في تاريخ الإرهاب ودينامياته، وكيف تأثر العالم به سلباً على مر القرون، فضلاً على كيفية سعيه للتعامل معه. وكلما تعمق بحثي في الموضوع، زاد اهتمامي والتزامي بتقديم اسهام منطقي ومعقول وموثوق لتبديد هذا القلق الذي يحتل الأولوية على لائحة اهتمامات العالم».