في البداية أعتذر لشيخنا الجليل، الشيخ الدكتور سلمان العودة، وللقائمين على برنامج «حجر الزاوية» على استعارة مسمى هذا البرنامج الرمضاني الشهير الذي يعرض يومياً على شاشة mbc قبل موعد الإفطار. والحقيقة، أنني من أشد المعجبين بهذا البرنامج، وبالشيخ العودة، الذي أعتبره موسوعة وبحراً في العلوم الشرعية، والثقافة والأدب، إذ يحظى البرنامج بقبول قد لا يتوافر في برامج أخرى مشابهة، وهذا يعود لقدرة الشيخ على الإقناع بأسلوب محبب وهادئ. وفي كل حلقة من حلقات هذا البرنامج المميز، يلتقي المخزون الثقافي، مع تجربة الحياة عند شيخنا العلامة، فتتحول إلى «طبق يومي» شهي يحتوي على كل مالذّ وطاب من أنواع العلوم والمعرفة. وكم نحن بحاجة إلى أن يكون لدينا مثل هذا البرنامج المتجدد والمقنع، في قنواتنا الرياضية الخليجية، لا سيما وأن منطقتنا، سواء في المملكة العربية السعودية، أو في دول مجلس التعاون الأخرى، لديها من الأسماء الرياضية التي تملك الفكر والتجربة والثقافة الرياضية والقبول، ما يشجّع على تنفيذ مثل هذه الفكرة. ولعل أكثر ما شجعني على أهمية استنساخ برنامج حجر الزاوية، لنرى مثله في قنواتنا الرياضية، هو أسلوب الإقناع الذي يشدّني دائماً في حديث الكابتن فيصل الدخيل، نجم الكرة الكويتية السابق، والمحلل والخبير الرياضي في قنوات الجزيرة الرياضية. ولست هنا لأقدم دعاية لهذا النجم الكبير، كما أنه ليس بحاجة لها، فقد كان وما زال نجماً، ولم يخفت بريقه، ولكنني أرى من خلال ما يطرحه في البرامج التحليلية، أنه يقدم في كل ظهور له فكراً آخر، ورؤية مختلفة عن غيره، ونقداً لا يخلو من النصائح. ولذلك أتمنى أن تتبنى قناتنا الرياضية السعودية المتطورة، والقنوات الخليجية الأخرى برامج من هذا النوع تقدم للمواهب عصارة تجربتها وخبرتها، وكيف تكون لاعباً محترفاً، مع إلقاء الضوء على حالات معينة من اللاعبين والحكام والإداريين، وتقديم الرأي والتوجيه لهم. ولأنني ممن يؤمنون بالتخصص والاختصاص، فإنني أميل إلى وجود برنامج يختص بالتحكيم، ليس كهذا الذي يقدم في القنوات الرياضي، ولكن بأسلوب ورؤية أخرى تعتمد اعتماداً مباشراً على التقويم والتشجيع، والدعم المعنوي، حتى مع وجود أخطاء للحكام. واعتقد في ما لو تبنت إحدى القنوات الرياضية وضع هذا البرنامج في هيكلة برامجها وإسناده إلى متخصص وخبير، فإن حكام المباريات سيجنون فوائد كثيرة من وجوده وعرضه، لحاجتهم إلى من يقدم لهم النصيحة بأسلوب علمي وتربوي، بعد أن سئموا وتعبوا من برامج تقدم النقد والجلد. والفكرة ذاتها يمكن أن تعمم على برامج مماثلة تهتم باللاعبين المحترفين، ومعالجة أخطاء أسلوب حياتهم اليومية داخل الملعب وخارجه، وأهمية الاهتمام للمواهب الصغيرة كالأكاديميات، والمدارس السنية، ويمكن الاستعانة هنا بأكاديمية النادي الأهلي لتقديم خبرتها وتجربتها، حتى نصل إلى لاعب «مؤسس» فكرياً وثقافياً، يعرف ما له وما عليه قبل أن ينتقل إلى عالم الاحتراف... وللحديث صلة. [email protected]