فاطمة الحكمي فنانة تشكيلية مرهفة الحس مولعة بالأصالة والطبيعة من خلال الواقعية التأثيرية، ومتأثرة بثقافة الفروسية وتفاصيلها، بل تقدم مشاعر وأحاسيس بنات الريح، كما أنها تعي ما لدى الخيل العربية من مواصفات جمال وذكاء ونقاء كونها المميزة من بين خيول العالم. ووظفت الحكمي المدرسة التجريدية كقاعدة لمجموعة من لوحاتها لتغوص في أعماق النفس لدى الجياد وتحريك عقلها الباطن وأبعاده الحسية، مضيفة موضوع الجواد العربي (الحصان والفرس)، وقدمت بين الحالين تركيبة وحال للحصان، وفي لوحة أخرى أظهرت الفرس بشموخها الأنثوية ومواصفات جمالها المختلفة من حيث الجمال والرومانسية الذي نراه في النسب التشريحية لقوامها وناصيتها وعينيها الكحلة التي تتحدث بلا قوافي ومفردات. وعند التركيز في الحصان نجد أن هناك تركيزاً وإنصاتاً معتمداً على وضع أذنيه كونها حساسات لسماع البعيد، وحين تتأمل عين الحصان تشعر بحوار شاعري تتغنى به اللغة الشعرية، لذا تطرح الفنانة لغة تراسل الحواس والإيحاء الفطري المعبر عن الجو النفسي لتركيبة الخيل. وفي اتجاه آخر قدمت لوحات ذات مواضيع من الطبيعة الصامتة جمعت بين التجريد والواقعي التأثيري لتوجد حواراً ثنائياً ما بين المدرستين، هنا غايتها الجمال بإيقاع وموسيقى أدبية بهدف احترام ذائقة المتلقي، إذ اعتمدت التراكيب الفنية محكمة النسج متنوعة الألوان، في حين أجدت بصمة تشكل شخصيتها الفنية بتحررها من الأوزان التقليدية المقننة في خطوطها من خلال لوحات الورود، لتداعب البصر والمشاعر باهتمامها بالظلال والأبعاد. كما طرحت أسلوباً متفرداً في صيغتها الفلسفية من خلال لوحات البورتيرية التي ظهرت فيها النزعة المتطرفة كونها وظفت الحس السريالي من خلال لوحت الرجل والمرأة وكأنها تدين بالحرية المطلقة في التأمل والتفكير العميق، وقد يكون هناك خروج عن العرف والتقاليد من خلال دورة الفكر البشرية، إذ تستمد إلهامها من الأحلام ودفعات اللاشعور أو اللاوعي.