أكد المدير السابق لقنوات المجد عادل الماجد وجود نخب معمرة تمسك بزمام الأمور منذ فترة طويلة. وقال: «هذا شيء خطر»، مؤكداً تجرأ هذه النخب بتياراتها كافة على الجماهير، مرجعاً السبب إلى أن هذه النخب لا تعي دور الجماهير. وتابع: إنها لدينا سواء كانت نخباً ثقافية أو شرعية غير مؤسسية تعد أمثلة أفلاطونية، من جهة علاقتها بالجماهير، إذ تسرب لبعضها النموذج الأفلاطوني القائم على القوة والأفضلية والمصلحة، فأصبحت تزدري وإن بدا أنها تسعى لإصلاح المجتمع، فيما كان يجب عليها أن تنتهج النموذج السقراطي الذي يتخذ من المعنى الإنساني جوهراً للعلاقة»، مضيفاً أن الجمهور «يعتبر الآن في الفلسفات المعاصرة ذا شخصية قوية، وهو ما جعل النخب في الغرب تعود لقوة الجماهير لا أن تزدريها». جاء ذلك في محاضرة بعنوان: «جرأة النخب على الجماهير» ألقاها الماجد في منبر الحوار في نادي الرياض الأدبي، الذي يديره الكاتب محمد الهويمل مساء السبت الماضي، وسط حضور كبير من المثقفين والإعلاميين. وفي المحاضرة استعرض، بأسلوب جمع بين سهولة العرض وطرافته وبين عمقه، عدداً من جوانب جرأة النخب على المجتمع، ذكر منها استخدام النخب للمصطلحات التي تنمّ عن ازدراء من جميع فئات تلك النخب الثقافية والفكرية وحتى الاقتصادية، وذلك عبر توظيف عدد من الكلمات مثل: العوام، رجل الشارع، وغيرها، أو من خلال توظيف مقولات وأشعار أوهموا فيها الناس بأنها مسلمات لا تقبل التخطئة مثل: قول ابن عساكر «لحوم العلماء مسمومة» التي قيلت في زمان ومكان محددين، ولا يجب تطبيقها دائماً، وقول الشاعر في عجز البيت الشهير: «... وباقي الناس تخفيف ورحمة» والتي ذكر الماجد أنها تلغي كل المجتمع. وأضاف المحاضر من جوانب الجرأة: مظاهر الاستياء من الجماهير وأساليب الإملاء واستخدام الكلمات التي فيها نوع من الإلزام وصيغ الأمر، في المقالات والكتابات التي تتوجه للجمهور، إضافة إلى محاولة رسم المجتمع بمسطرة واحدة، وإصدار الأحكام واستخدام التعميم وسحب الألقاب وإعطائها بشكل غير مدروس تبعاً للقرب والبعد، وفرض الأولويات والأنانية واستغلال النسيان وتناقض مواقف تلك النخب من المنع ومن الخلاف في الرأي، وتكريس العداوة بين التيارات واستغلال عواطف الجماهير في ذلك من خلال شخصيات فلاشية». وضرب في ختام محاضرته مثالين تثبتان استغلال النخب للجماهير، إبان فترة الحداثة الأدبية في الثمانينات، إذ جيشت الجماهير من خلال كتاب وشريطين، ومن خلال أحداث غزة قبل أكثر من عام، إذ أدخلت النخب الجمهور في الصراع.