كرمت النائب بهية الحريري اول من امس، رئيس «مؤسسة الفكر العربي» ومجلس أمنائها الأمير خالد الفيصل، لمناسبة مرور عشر سنوات على اطلاق المؤسسة من بيروت، خلال مأدبة عشاء اقامتها على شرفه في فندق «فينيسيا - انتركونتيننتال» - بيروت، وقدمت له درع «منتدى الطائف» ووسامه. وحضر الاحتفال رئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة، الرئيس حسين الحسيني والوزراء: طارق متري، حسن منيمنة، فادي عبود، سليم وردة وأمال عفيش، ونقيب الصحافة محمد البعلبكي ونواب وشخصيات وسفراء عدد من الدول العربية وممثلو منظمات عربية ودولية عاملة في لبنان. وحيت الحريري في كلمة ذكرى «انطلاقة مؤسسة الفكر العربي وعشرات مؤسسات الفكر والنهضة العربية التي حركتها وقطرتها تلك الإرادة الصادقة والعريقة والقادرة التي تجسدت في مبادرة الأمير خالد الفيصل، فحركت الواقع العربي وقطرته باتجاه المسؤولية ومواجهة التحديات من بيروت التحدي وعاصمة الثقافة العربية في العام 2000، بيروت التي استعادت ثقتها بنفسها وبأشقائها وإخوانها ورسمت درب خلاصها لتهجر أحزانها وآلامها واحتلالها ولتأخذ مكانها بين عواصم الحياة والإبداع، فكان قدرها أن تكون في العام 2000 عاصمة للثقافة العربية لتقف حائرة لحظة بين قرن مضى كان أسود، لا بل شديد السواد على العرب والبشرية على حد سواء قرن الحروب الكبرى والمؤامرات الكبرى والنكبات الكبرى والصراعات الساخنة والباردة، قرن الهروب من الذات والبحث عن الذات والاعتداد بالذات. وربما من الأفضل أن نترك لمؤسسة الفكر العربي وشقيقاتها التأريخ للقرن العشرين بصفحاته السود والبيض». وأضافت قائلة: «في تلك السنة وفي تلك اللحظة الدقيقة والحرجة بين قرن مضى وقرن آت وقف أمير المبادرة العربية الأمير خالد الفيصل في بيروت أميراً وشاعراً ورساماً وبكل ثقة بالنفس وبالأمة ورجالها ونسائها ليدعو إلى التضامن والتلاقي وتجميع الطاقات وحسن استخدامها من أجل النهوض بأمتنا وتحمل مسؤولياتنا تجاه أنفسنا ومجتمعاتنا من خلال مبادرة تضامنية بين الفكر وأهله والعمل والنجاح ورجاله وسيداته أيضاً. لم يناد في من لا حياة لمن تنادي، وأكبر دليل هو اجتماعنا اليوم وبعد عشر سنوات من العمل والإنجاز والتجاوب والتضامن ومواكباً بعشرات المؤسسات في كل مكان من عالمنا العربي الكبير. كان ذلك بفضل ندائه وبفضل من لبوا النداء من الأخوة الأمناء الذين تهافتوا وبتلقائية وعزيمة عالية وكأنهم كانوا ينتظرون تلك الدعوة للشروع في التأسيس لقرن من الاستشراف والعمل والتجديد ومواجهة التحديات ودقة التعرف على ما لدينا والاعتراف بما نحتاجه في كل مجال. وهذا هو العقد الأول نحو العالم الأول وبكل جدارة وثقة بالنفس وبالأمة وبمقدراتها وبأفرادها ومجتمعها وإننا قادرون على تحقيق ما تستحقه أمتنا وثقافتنا من مكانة بين أمم العالم الأول على رغم جراحنا وآلامنا وتصدعاتنا وتراجعنا وتباعدنا لأننا نلتقي اليوم من أجل المراجعة وإعادة التفكير والتطوير والاعتراف بالأخطاء والبناء على الإنجازات على قاعدة التشاور واحترام الرأي والرأي الآخر وتعزيز التواصل والتنسيق بين شركاء النهضة لمؤسسة الفكر العربي في عالمنا العربي الكبير». ولفت الأمير خالد الفيصل في كلمته الى ان النائب الحريري «كانت اول من استجاب ولبى وأعان وتعهد منذ أن أطلقت مؤسسة الفكر العربي الدعوة»، شاكراً «للبنان العظيم الذي احتضن هذه المؤسسة منذ ولادتها. ولا أنسى الرجل العظيم الذي كان السند الأول في نجاح هذه المبادرة، الرئيس رفيق الحريري رحمه الله». وأضاف: «أيتها الأخت الفاضلة، جئت من صوت مآذن مكة ومن شاطىء جدة وبعبير الطائف، لأستقبل درع الطائف. يعنيني الكثير من اليد التي أجلّها كثيراً لعلنا في مؤسسة الفكر العربي أخذنا الكثير من الحب بوجود مقر المؤسسة في هذا البلد الذي نتعلم منه الصبر والكفاح ومواجهة كل العقبات وحظينا بالثقة. أكرر شكري وتقديري وأعاهدكم أن أستمر في خدمة الثقافة والمثقفين».