اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد أنه «من الصعب» إرساء وقف لإطلاق النار في سورية خلال أسبوع كما اقترحت الدول الكبرى، في وقت بحث المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا مع وزير الخارجية وليد المعلم سبل إدخال المساعدات الإنسانية من دون عوائق إلى المناطق المحاصرة في سورية. وقال الأسد وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا): «حتى الآن هم يقولون أنهم يريدون وقف إطلاق نار خلال أسبوع، حسناً، من هو القادر على تجميع كل هذه الشروط أو المتطلبات خلال أسبوع؟ لا أحد. من سيتحدث مع الإرهابيين؟ في حال رفضت منظمة إرهابية وقف إطلاق النار من سيحاسبها؟... من سيقصفها كما يقولون... إذا أرادوا قصفها أين تتموضع؟... أين توجد؟... من الناحية العملية كل هذا الكلام كلام صعب». وكانت الدول الكبرى توصلت في ميونيخ ليل الخميس إلى اتفاق على «وقف الأعمال العدائية» في سورية خلال أسبوع وضمان إدخال المساعدات الإنسانية إلى البلدات السورية المحاصرة. وأضاف الأسد: «نحن نتحدث عن أسس. في حال تم تأمين كل هذه المتطلبات فيجب أن يكون هذا الوقف للعمليات بهدف تحسين الوضع الأمني وبهدف الوصول إما إلى مصالحات أو تسويات أو أي شيء من الأشياء التي نقوم بها اليوم في شكل مستمر». وقال الرئيس السوري أن أنقرة والرياض ترميان من تهديدهما إلى القول أنه «في حال ذهبنا إلى جولة مفاوضات أخرى إن لم تقدموا تنازلات فسيكون هناك غزو بري». لكن الأسد استدرك: «لو كان مسموحاً لهم لبدأوه منذ زمن طويل، على الأقل منذ أشهر». وشدد الأسد على أن «الدخول إلى سورية وشن حرب في سورية ينظر له في الإطار الدولي». ووضع الأزمة السورية في إطار الصراع الدائر بين القوى الكبرى، لا سيما الولاياتالمتحدةوروسياوالصين. وقال: «يجب أن نعرف أن الأزمة السورية أو الحرب على سورية منذ الأشهر الأولى تحولت إلى حالة دولية وإلى صراع دولي (...) الصراع بين القوى الكبرى اليوم هو صراع يمتد على الساحة العالمية من بحر الصين حيث تحاول أميركا أن تهيمن على أوكرانيا والدول السابقة في الاتحاد السوفياتي جنوبروسيا وآسيا الوسطى وغيرها من الصراعات». وقال دي ميستورا لدى عودته إلى مقر إقامته عقب لقائه وزير الخارجية: «التقيت المعلم وتركز اللقاء في شكل خاص حول إيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق المحاصرة من دون عائق». وأوضح دي ميستورا أن هذه المناطق ليست محاصرة «فقط من جانب الحكومة، لكن أيضاً من جانب الفصائل المعارضة وتنظيم الدولة الإسلامية». وتصل قوافل المساعدات في شكل غير منتظم إلى عدد من المناطق المحاصرة، لكن منظمات الإغاثة الدولية تؤكد أن ذلك ليس كافياً. ويشكل إدخال المساعدات إلى المناطق المحاصرة عملية معقدة، إذ يتم أحياناً إلغاء الموافقة على دخول القوافل في الدقائق الأخيرة بسبب تراجع الأطراف المعنية عن موافقتها وتجدد اندلاع المعارك. وتصر المنظمات الدولية على ضرورة إدخال المساعدات في شكل دوري إلى المناطق المحاصرة. وأشار إلى أن ذلك «مرتبط بالمناقشات والنتائج الواضحة جداً التي توصل إليها مؤتمر ميونيخ» حول الأزمة السورية. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن المعلم «جدد تأكيد موقف الحكومة السورية في شأن مواصلة الالتزام بحوار سوري - سورى بقيادة سورية ومن دون شروط مسبقة وأن الشعب السوري وحده صاحب القرار في تقرير مستقبله». كما عرض المعلم، وفق الوكالة، الجهود التي تبذلها سورية من «أجل حماية مواطنيها وإيصال المساعدات الإنسانية إليهم، بخاصة في المناطق الواقعة تحت سيطرة الجماعات الإرهابية». وأكد المعلم «الاستمرار بذلك انطلاقاً من مسؤولياتها تجاه مواطنيها»، مشيراً إلى أن «هذه الجهود لا علاقة لها إطلاقاً باجتماعات جنيف». وأكد «ضرورة رفع الإجراءات الأحادية الظالمة المفروضة من جانب الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي، والتي ساهمت إلى حد كبير في زيادة معاناة الشعب السوري».