دبي - رويترز - أفاد مسؤولون في مجال التوظيف ان الشركات في دبي باتت تسرّح أعداداً أقل من العمال، مقارنة ببداية السنة الحالية، لكنهم توقعوا ان يبقى توظيف عمال جدد «بطيئاً»، حتى يتأكد أرباب العمل من اجتيازهم أسوأ فترات التراجع الاقتصادي في المنطقة. وفقد آلاف العمال الأجانب وظائفهم في دبي، المركز السياحي والتجاري لمنطقة الخليج، منذ أزمة المال العالمية التي قادت إلى انهيار سوق العقارات العالمية والمحلية أواخر العام الماضي، لتتوقف في شهور مرحلة نمو اقتصادي مميز دامت ستة أعوام متتالية. ويؤثر خفض الوظائف تأثيراً مباشراً على اقتصاد الإمارات، ثالث أكبر بلد مصدّر للنفط في العالم، إذ أن 80 في المئة من سكانها أجانب لا يمكنهم الإقامة إلا إذا كانوا يعملون. وأفاد المدير العام لشركة «واطسون ويات» العالمية التي تقدم استشارات في مجال الموارد البشرية ل750 شركة في الخليج، احمد وعرية، ان خفض الوظائف لا يزال مستمراً لكن ليس بالوتيرة السريعة ذاتها التي عرفت في كانون الأول (ديسمبر) وكانون الثاني (يناير) الماضيين. فكل ما يتعلق بقطاع التنمية العقارية كان المتضرر الأكبر، وأول قطاع استغنى عن عاملين فيه هو قطاع المبيعات. وأقدمت مؤسسات كبرى على إغلاق إدارات بكاملها». وأشارت شركات التوظيف إلى ان شركات تنمية عقارية خفضت العاملين لديها، بينما أغلقت شركات أخرى أقسام دعم المساعدة في المبيعات العقارية، بعد تنحية عشرات المشاريع جانباً وانخفاض المبيعات. وتابع مدير «واطسون» ان مصرفين كبيرين في دبي خفّضا عدد العاملين في المبيعات الخاصة في القطاع العقاري 90 في المئة، بينما جرى خفض نصف العمال في أقسام دعم المبيعات في شركات أخرى تدعم القطاع. وأعلنت «شعاع كابيتال» للاستثمار في كانون الأول (ديسمبر) الماضي انها ستخفض 9 في المئة من العاملين فيها، وأعلن «بنك المشرق» في شباط (فبراير) الماضي انه استغنى عن أربعة في المئة من قوته العاملة. وأوضح المدير التنفيذي لموقع «بيت كوم» للتوظيف ربيع عطايا: «ان المهنيين هنا يعتقدون ان الآتي أسوأ». ويتلقى موقع الشركة يومياً بين خمسة وستة آلاف طلب جديد من الباحثين عن عمل، بزيادة بين 30 و40 في المئة مقارنة بالعام الماضي. واظهر مسح لموقع «بيت كوم» ومؤسسة «يوغوف» في نيسان (أبريل) الماضي ان ثلاثة من كل أربعة من العاملين المحترفين في الإمارات يخشون فقدان وظائفهم. وذكرت 57 في المئة منهم ان الشركات التي يعملون فيها استغنت عن عاملين. وأفاد الخبير الاقتصادي في بنك «اتش اس بي سي» سايمون وليامز ان «فقد الوظائف يعني تراجع الاستهلاك المحلي، وحتى الخوف من فقد الوظيفة يؤدي إلى إحجام عن الإنفاق الى ان تعود الثقة». وتوقع ان ينمو اقتصاد الإمارات 0.2 في المئة فقط هذه السنة، في حين يتوقع عدد كبير من الاقتصاديين حصول كساد في الاقتصاد.