قدمت طالبة الإعلام السعودية الشابة (19 سنة) لجين غوث فيلماً قصيراً بعنوان «موجودة» صوّرت فيه النساء السعوديات المتفوقات في مجالات عدة. الفيلم الذي حصد المركز الأول في الملتقى الإبداعي للشباب السعوديين أخيراً، يحتوي على مفاجأة طريفة، اذ قررت غوث ومعها زميلتها في اعداد الفيلم تصويراً ومونتاجاً الشابة دلال العتيبي، أن اولاهما ستصبح عما قريب أول وزيرة للإعلام في السعودية، فيما ستصبح الثانية أبرز سيدة سعودية في مجال الإنتاج المرئي والمسموع. خارج هذا القرار تظهر الأسماء الأنثوية في الفيلم، متفوقات سعوديات في طب أورام الأطفال، والإلكترونيات، والطيران، ومجالات أخرى سعت الشابتان إلى حصرها في ثماني دقائق. وباعتبار أن الجانب الإعلامي مهم في ابراز هذه الأسماء والسعي إلى الدعاية لها، فإن غوث والعتيبي الطالبتين في كلية الإعلام في امارة الشارقة، في اختصاص اذاعة وتلفزيون، وجدتا أن المجال أصبح مناسباً للتنافس والتفوق. وأصبح معه الحديث عن أول وزيرة للإعلام في المملكة طموحاً مشروعاً، كما قالت لجين في حديثها مع راوية ومحمد مقدمي برنامج «صباح العربية». بالطبع قد يبدو الفيلم باعتباره تجربة أولى للطالبتين السعوديتين الشابتين، متكئاً على طرافة الفكرة ونباهتها، أكثر من حالته التقنية التي ظهر فيها، وإن كان منذ البداية مقرراً أن يصور في خمس دقائق. لكن غوث والعتيبي طلبتا الإذن، بتمرير ثلاث دقائق اضافية بغية اكمال الفكرة التي تجلت في «تطريف» فكرة موجودة. للوهلة الأولى بدت الدقائق الأخيرة بمثابة مزحة من قبل طالبتين شابتين، أخذتهما الحماسة بالدور المناط بالمرأة الجديدة، إلا أن الأمر لم يتوقف هنا، فقد اتصل وزير الإعلام السعودي عبد العزيز خوجة بلجين غوث بعد فوز الفيلم بالمركز الأول في الملتقى وشجعها على طموحها، ومازحها بالقول بأنه سيتجه بنفسه نحو الإخراج مفسحاً المجال أمامها. بيد ان الأمر في بعده الأهم ليس مجرد مزحة ، إذ هنا يمكن استخلاص عبرة من فيلم «موجودة» ترتبط بحجة لجين من أن المرأة الخليجية والعربية عموماً أخذت تتواجد في بعض وزارات دول مجلس التعاون الخليجي مثل الإمارات والكويت، ناهيك بدول أخرى في العالم العربي. وبالتالي وعلى رغم حداثة سن المخرجة الشابة فإنها وجدت في فيلمها أنه حان الوقت بالفعل لتبرز المرأة السعودية في هذا المجال بالذات بعد أن أخذت تبرز في مجالات أخرى، وربما هنا يكمن ملخص المكالمة الهاتفية التي دارت بين الوزير والطالبة. الصورة التي قدمتها لجين ودلال مشرقة وجريئة، وفيها تحد مزدوج، إذ هناك من يقرع على النافذة، عبر تأنيث الصورة واللغة... فهل يفتح الباب لهن؟