استطاع عادل الجبير الشاب صاحب التعابير الهادئة والجدية كما تصفه الصحافة الغربية، أن يدير السياسة الخارجية السعودية بكفاءة عالية واقتدار، في أشد الأوقات حساسية وخطورة تمر بها منطقة الشرق الأوسط. وتمكن الجبير الذي ولد في الأول من شباط (فبراير) 1962 بمدينة المجمعة شمال العاصمة السعودية الرياض، من بعثرة أوراق النظام الإيراني الذي لطالما تدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة وأثار الفتن الطائفية والمذهبية فيها. وبدا الجنون الإيراني جلياً، بعد المؤتمر الصحافي الذي عقده وزير الخارجية السعودي ليل أول من أمس، وأعلن فيه قطع العلاقات الديبلوماسية مع النظام الإيراني، وطرد البعثة الإيرانية خلال 48 ساعة من الأراضي السعودية. تصريحات الجبير التي كانت حازمة، جعلت مساعد الشؤون السياسية في الحرس الثوري الإيراني رسول راد، يصف وزير الخارجية السعودي ب«الشاب العصبي المزاج». وللمفارقة، فإن الولاياتالمتحدة الأميركية أعلنت في ال11 من تشرين الأول (أكتوبر) 2011 إفشال مخطط إيراني لاغتيال السفير السعودي في واشنطن حينها عادل الجبير، وفي الثالث من كانون الثاني (يناير) 2016 يعلن الجبير نفسه الذي أصبح وزيراً للخارجية قطْع العلاقات الديبلوماسية مع نظام إيران. وكان الجبير الذي يجيد اللغتين الإنكليزية والألمانية بطلاقة، انضم إلى السفارة السعودية في واشنطن 1986 متعاقداً محلياً، وخلال السنوات الثماني الماضية كان سفير السعودية في واشنطن، وقبلها كان المتحدث باسم السفارة سنوات عدة. ووصفته وسائل إعلام أميركية مراراً بأنه «العقل المدبر للاتصال» لدى السعودية. وأدار عادل الجبير الذي عمل سفيراً للسعودية في الولاياتالمتحدة الأميركية سابقاً، وكان مستشاراً للملك عبدالله بن عبدالعزيز للشؤون الخارجية الديبلوماسية، الملفين السوري واليمني باحتراف، ففي الملف اليمني شكلت عاصفة الحزم تحولاً محورياً في وقف التدخل الإيراني في اليمن وضرب حلفاءهم الحوثيين وأتباع الرئيس المخلوع صالح، وعودة سيطرة الشرعية على أكثر من 70 في المئة من الأراضي اليمنية. أما الملف السوري، فشكل اجتماع المعارضة السورية في الرياض الشهر الماضي خطوة غير مسبوقة بحسب وصف الجبير نفسه، واستطاعت المعارضة تشكيل وفد موحد لمفاوضة النظام برعاية الأممالمتحدة ودول مجموعة الاتصال الخاصة بسورية. وبحسب و«يكيبيديا» تلقى الجبير تعليمه الأساسي في ألمانيا حينما كان برفقة والده (أحمد محمد الجبير) الذي كان يعمل في الملحقية الثقافية في السفارة السعودية بألمانيا والذي يقيم حالياً في الرياض متقاعداً. طلب سعودي للقاء عربي ضد إيران.. الأحد المقبل