توصّل علماء إلى تكوين مادة أصلب وأكثر لمعاناً من الألماس، ولكنّها في الغالب لن تُستخدم في المجوهرات بل في المنتجات الطبيّة، وأطلقوا علبها اسم «كيو كربون»، وهي نوع من الكربون غير موجود في الطبيعة. وذكرت شبكة «سي إن إن» أن فريق باحثين في جامعة ولاية «كارولينا الشمالية» صنع ال«كيو كربون»، عبر تسخين الكربون غير المتبلر بشعاع الليزر لمدة 200 بليون جزء من الثانية، وهي مدة كافية لتسخين الكربون إلى حوالى 3700 درجة مئوية، أي نحو ضعف الحرارة التي يقول العلماء إن الألماس الطبيعي صُنع بها قبل بليون عام أو أكثر. ويشرح موقع «بوبيولار ساينس» أن الكربون غير المتبلر هو الذي يفتقر إلى بنية محددة، أي أنه قد يحتوي على بعض الغرافيت (المادة الموجودة في أقلام الرصاص) وبعض الألماس في الوقت ذاته. وعلى رُغم أن الغرافيت والألماس هُما الهيئتان الطبيعيتان للكربون الجماد، لا يُعتبر الكربون غير المتبلر كربوناً في هيئة جماد. وأوضحت «سي إن إن» أن الباحثين تركوا الكربون بعد تسخينه حتى يبرد، ما ادى الى افتراق ذراته وجعل تركيبته بلورية ومختلفة، لينتج عن ذلك مادة فريدة من نوعها «ربما لم توجد في العالم من قبل على الإطلاق». ويذكر موقع «بوبيولار ساينس» أن طبقات ال«كيو كربون» التي تكوّنت كان سُمكها ما بين 40 وبين 500 نانومتر، أي أقل من 0.0005 مليمتر. والنتيجة، حسبما نقلت «سي إن إن» عن الباحث جاي نارايان، هي نوع ثالث غير مسبوق من الكربون في حالة الجماد، لينضم بذلك «كيو كربون» إلى الألماس الطبيعي والغرافيت، مع فارق إن «كيو كربون» غير طبيعي. ويضيف نارايان أنه قد يكون ممكناً صنع إبر ألماس شديدة الصغر (نانو الماس) من «كيو كربون»، أو صنع نانودوت (أجهزة صغيرة يُقاس حجمها بالنانومترات) للاستعمالات الطبية، ووبكُلفة زهيدة. وتُفيد جامعة «دريكسيل» أن ال«نانو ألماس» غير سام، وأنها تُجري أبحاثاً حول استخدامه في إيصال أدوية مضادة للسرطان إلى أورام الدماغ. وما يميّز «كيو كربون» عن أشكال الكربون الأخرى هو أنه أكثر صلابة، والأهم من ذلك، بالنسبة إلى الباحثين، هو أنه قابل للمغنطة. ويقول العلماء أن هذه الخاصية (المغناطيسية) قد تُستخدم في جعل الشاشات الالكترونية أكثر بريقاً ووضوحاً. ويمكن على المدى القصير، بحسب «بوبيولار ساينس»، استخدام «كيو كربون» لصنع الألماس صغير الحجم لاستخدامه في التجارب، لأن هذه الطريقة في صُنع الألماس أسرع من الطريقة المُتبعة حالياً في صنعه في المُختبر، ولا تحتاج إلى درجات حرارة عالية وضغط عالٍ.