قال نائب الرئيس اليمني رئيس الوزراء المهندس خالد محفوظ بحاح إن «العبث يجب أن ينتهي»، مؤكداً أنه «يوم أن نعجز عن دفعه؛ سنكون أكثر وضوحاً مع شعبنا وإخواننا ومع أنفسنا قبل ذلك»، في إشارة إلى التعديلات الوزارية التي أجراها رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، من دون التشاور مع نائبه بحاح، بحسب ما أفاد مسؤولون يمنيون، فيما اعتبره بعضهم «إقالة غير معلنة» من الرئيس لنائبه. وأضاف بحاح، في تدوينة على حسابه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «إننا في مرحلة استثنائية للغاية، وعلينا ألا نسمح للخطأ بأن يمر، وأن يتكرر، ولا مجال للمواربة والخوف والقلق، فهي من أسباب بقائنا في دوامة العبث والصراع الداخلي، ولن نخرج منها إلا بتضافر الجهود وإخلاص النيات للوطن فحسب». ولا يعد الخلاف بين الرئيس هادي ونائبه رئيس الحكومة المهندس خالد بحاح وليد اليوم، إذ ظهرت بوادره قبل أشهر، عندما فرض الرئيس هادي تعيين الدكتور رياض ياسين وزيراً للخارجية. فيما تمسك بحاح بعبدالله الصائدي المُعين في الحكومة أثناء تشكيلها، لكن وقوع الانقلاب حال دون تمكنه من ممارسة مهماته. لكن مراقبين رأوا في التغييرات التي أجراها الرئيس هادي أخيراً بتعيين نائبين لرئيس الوزراء من ذوي الخبرة السياسية الطويلة، هما وزير الداخلية حسين عرب، ووزير الخارجية عبدالملك المخلافي، يمثل تقليصاً لصلاحيات بحاح، وربما «إقالة غير معلنة». وعلق بحاح من خلال تدوينته، إثر هذه التغييرات، بالقول: «وطنٌ هو الذي نناضل من أجله، ودماء طاهرة سالت لينعم أبناؤه بالأمن والعيش الكريم، وثورات قامت ضد حكم الفرد والاحتلال، ورَفض الشعب الميليشيات المسلحة التي أرادت أن تستأثر بالوطن عنوة، ولا يزال الكثير منّا لم يستوعبوا الدرس»! ورجح مراقبون أن بحاح قصد بلفظ «الكثير» الرئيس هادي. دخلت الأوضاع الأمنية والسياسية في اليمن منعطفاً خطراً يمكن أن يؤثر على المواجهة بين الحكومة الشرعية ومسلحي الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي صالح، وذلك في ظل الخلاف بين الرئيس عبدربه منصور هادي ونائبه رئيس الحكومة خالد بحاح، وبعد سيطرة تنظيم «القاعدة» أمس على جعار وزنجبار، أكبر مدينتين في محافظة أبين (50 كلم شرقي عدن) وفشل أنصار الرئيس عبدربه منصور هادي (اللجان الشعبية) في الدفاع عنهما. من جهة أخرى، حصلت «الحياة» على مسودة جدول جولة المحادثات الذي أعده المبعوث الخاص الى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ويتوقع ديبلوماسيون أن تعقد في جنيف في حدود العاشر من الشهر الحالي. ويشكل تطبيق قرارات مجلس الأمن، وخصوصاً القرار 2216 البند الأول من الورقة، بناء على تسلسل زمني يبدأ من «التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم وشامل، والاتفاق على آلية انسحاب المجموعات المسلحة والترتيبات الأمنية بما يجنب الفراغ الأمني، وإعداد خطة للتخلي للدولة عن الأسلحة الثقيلة من جميع الأطراف، وإعادة العمل بشكل كامل بمؤسسات الدولة، والاتفاق على الخطوات التي ستسمح باستئناف الحوار السياسي». وقال ديبلوماسيون إن ولد الشيخ أحمد توصل الى توافق بين الأطراف اليمنيين على الورقة التي أعدها «باسثناء تفاصيل لا يزال يعمل على حلها، ويمكن تجاوزها». وستعقد المحادثات بين وفدين يتألفان «من 6 مفاوضين و6 مستشارين لكل منهما ولا يحق لأي ممثلين آخرين الدخول إلى مقر المحادثات أثناء انعقادها». كما يجب أن يتمتع «كل وفد بصلاحيات كاملة للتفاوض على اتفاقات ملزمة» على أن «يتم منع وسائل الإعلام من دخول المقر» باستثناء صور الافتتاح. وكان مسلحو تنظيم «القاعدة» سيطروا أمس على مدينتي جعار وزنجبار بعد مواجهات محدودة في منطقة «المخزن» مع «اللجان الشعبية» الموالية لهادي قتل خلالها 15 شخصاً على الأقل بينهم القيادي في اللجان علي السيد وهو شقيق قائد «اللجان» في أبين عبد اللطيف السيد. وفجر مسلحو التنظيم الذين يقودهم جلال بلعيدي المرقشي المعروف في أوساط التنظيم بأبي حمزة الزنجباري مقر قيادة «اللجان الشعبية» ومنازل قيادات فيها في مدينة جعار. وقال مصدر عسكري إن السيطرة على زنجبار من شأنها تأمين خط إمداد بين مدينتي المكلا الواقعة تحت سيطرة «القاعدة» وعدن. كما اعتبرت مصادر يمنية أن تنظيم «القاعدة» بطرده القوات الموالية لهادي من جعار، أمّن موقعه في زنجبار. وتمكنه هذه الخطوة من تعزيز تواجده في عدن، وإرسال تعزيزات من المكلا على طول الساحل شرقاً. إلى ذلك، هزت انفجارات عنيفة العاصمة صنعاء أمس إثر غارات جوية شنتها مقاتلات التحالف العربي على مواقع مختلفة يسيطر عليها الحوثيون والقوات العسكرية الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح. وقالت مصادر في الجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية إن 40 من ميليشيات الحوثي وقوات صالح قتلوا، وأصيب 70 منهم في قصف صنعاء ومعارك تعز. وأشار المصدر إلى إصابة عدد من مسلحي الحوثي وصالح، في مكمن استهدف تعزيزات للميليشيات في منطقة جهران، في محافظة ذمار، كانت متوجهة إلى محافظة تعز. وأوضح المصدر أن الهجوم استهدف أحد الأطقم التابعة للميليشيات الانقلابية في منطقة رصابة التابعة لمديرية جهران شمال مدينة ذمار، على الطريق العام الذي يربط العاصمة صنعاء بمحافظة ذمار ومحافظات أخرى. وطهر الجيش الوطني والمقاومة في تعز موقع الجريف ومدرسة العرفان بمنطقة المسراخ حيث ترابط الميليشيات، فيما دارت اشتباكات عنيفة بين رجال الجيش والمقاومة وبين الميليشيات المتمردة في منطقة كحلان بصبر، واستطاعت المقاومة والجيش إحراق آليات عسكرية تابعة للميليشيا المتمردة. من جانبها، أعلنت اللجنة الطبية العليا بمحافظة تعز أمس أنها في انعقاد دائم لمناقشة الحلول والتدابير الممكنة لمواجهة حال الطوارئ في المستشفيات، جراء المجازر الوحشية التي ارتكبتها ميليشيا الحوثي وصالح. وعلى الحدود الجنوبية للسعودية المحاذية لليمن، شنت طائرات التحالف العربي أمس عدداً من الغارات. واستهدفت في مدينة حرض اليمنية مبنى يسيطر عليه الحوثيون وقوات صالح، ما أدى إلى مقتل وجرح العشرات من المسلحين، في حين دمرت المقاتلات كهوفاً في مران وحيدان التابعة لمحافظة صعدة معقل زعيم ميليشيا الحوثي يتحصن فيها مسلحون لشن هجمات على حدود السعودية. وطاول القصف مواقع في مديرية حجة الحدودية. وشهدت الحدود السعودية هدوءاً نسبياً بقية اليوم قطعه قصف مدفعي متقطع باتجاه الملاحيط والمزرق وصعدة. وكشف مصدر ل«الحياة» أنه تم رصد شاحنات تقوم بجمع جثث بالقرب من الحدود السعودية وتدفن بعضها في مقابر جماعية، بينما ترسل بعضها إلى صعدة وصنعاء وحجة.