أعلنت السعودية تصدي قواتها لمحاولة تسلل «عناصر معادية» عبر حدودها الجنوبية المحاذية لليمن مساء أول من أمس. وأدى تبادل النار مع المتسللين، على ما قال الناطق باسم وزارة الداخلية، عن استشهاد ثلاثة من رجال حرس الحدود في قطاع الحرث التابع لمنطقة جازان، وجميعهم برتبة جندي أول. وأفادت قناة «الإخبارية» ليل الأحد- الإثنين أن «المعارك أسفرت عن قتل نحو 170 متمرداً، بينهم اثنان من كبار قادة التمرد». وأكدت مصادر مطلعة ل «الحياة» أن «القوات المسلحة السعودية صدت أقوى محاولة اعتداء لقوات الحرس الجمهوري وجيش النخبة التابعين للرئيس السابق علي عبدالله صالح وميليشيا الحوثي على الحدود، جنوب بلدة الخشل. وشاركت في صد الهجوم مجموعة من القوات الخاصة ومروحيات «أباتشي»، ودمرت مدرعات كانت متجهة لدعم المسلحين، في حين تمكنت قلة من الفرار باتجاه مرتفعات رازح (معقل الحوثيين). من جهة أخرى، أكدت مصادر»المقاومة الشعبية» والجيش أمس، استمرار المعارك ضد مسلحي جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح في معظم جبهات القتال في محيط مدينة تعز وأريافها الغربية والجنوبية. واحتشد الآلاف في عدن للاحتفال بذكرى استقلال جنوب اليمن عن الاستعمار البريطاني في 30 تشرين الثاني (نوفمبر) 1967. ورفع ناشطون في «الحراك الجنوبي» صور الزعماء الجنوبيين ولافتات تطالب بالانفصال عن الشمال واستعادة الدولة التي كانت قائمة قبل الوحدة بين شطري اليمن في 1990. وكان الرئيس عبدربه منصور هادي ألقى خطاباً عشية ذكرى الاستقلال في مقر إقامته في عدن، قال فيه إنه قطع عهداً على نفسه ولن يتراجع عنه، يتمثل في «إنهاء انقلاب الحوثيين واستعادة الدولة من قبضتهم وإقامة اليمن الاتحادي الجديد ومنع التدخل الإيراني من تحقيق أهدافه». وأضاف أنه يحمل مشروع «دولة للعدالة والمساواة والحكم الرشيد لا تحكمها المليشيات ولا أصحاب النفوذ والاستحواذ ولا أصحاب الحق الإلهي كما يدعون، ولا حكم العائلات وقصص التوريث»، في إشارة إلى الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق علي صالح. وفي حين نفت الجماعة رسمياً الأنباء التي ترددت عن قتل إبراهيم الحوثي، شقيق زعيمها عبدالملك الحوثي، كشفت مصادر عسكرية عن أن العشرات من الحوثيين قتلوا في عمليات نوعية للقوات المشتركة السعودية في اليومين الأخيرين، أثناء محاولتهم التسلل عبر الحدود الجنوبية للمملكة. وأفادت مصادر «المقاومة» أمس، بأنها واصلت تقدمها مع قوات الجيش الوطني في مديرية المسراخ جنوب تعز، وسيطرت على مواقع في منطقة «نجد قسيم» الإستراتيجية، بالتزامن مع غارات للتحالف على مواقع الحوثيين وقوات صالح، كما استمرت في التقدم في الجبهة الغربية في منطقة الضباب في ظل تمركز القناصة الحوثيين في المباني السكنية وقصف عشوائي على أحياء المدينة. وأضافت أن أكثر من 20 حوثياً قتلوا أمس في المواجهات التي امتدت إلى أرياف تعز في مديريتي ذباب والوازعية القريبتين من باب المندب، وفي الجبهة الجنوبيةالشرقية في مناطق «كرش والشريجة والراهدة». وضربت غارات التحالف معسكر»اللبنات» في محافظة الجوف الذي يتمركز فيه الحوثيون، ومواقعهم في مديرية صرواح غرب محافظة مأرب المجاورة، وامتدت الضربات إلى ضواحي صنعاء، وقال شهود إنها أسفرت عن تدمير طرق إمداد الحوثيين في «نقيل يسلح» ومنطقة سمارة. وتسعى القوات المشتركة للمقاومة والجيش الوطني وقوات التحالف إلى تحرير نواحي محافظة تعز (جنوب غرب) من قبضة الحوثيين وفك الحصار عن المدينة، عبر عملية عسكرية انطلقت منذ أسبوعين من ثلاثة محاور، كما تسعى إلى تمشيط مناطق غرب مأرب وشمالها قبل التقدم نحو صنعاء.