تتمثّل الوظيفة الأساسيّة للتطبيقات الرقميّة للتراسل عبر الانترنت، في قدرتها على أن تقديم وظائف ال»إيميل»، مع إظهار حال الرسالة بمعنى إرسالها ووصولها وقراءتها من المتلقي وغيرها. توفر بعض التطبيقات إمكان إجراء مكالمات بالصوت و/ أو بالصورة. وييتح تطبيق «سوما» التراسل المرئي- المسموع، على غرار «سكايب»، سواء عبر الانترنت أم عبر الشبكات المتّصلة بها. ولأسباب تتعلق بالأمن واعتبارات متعلقة بالتخزين، لا يخزّن تطبيق «سوما ما ماسنجر» SOMA MESSENGER ملفات رقميّة، سواء أكانت بالصوت أم بالكتابة أم بالصورة، على ال»سيرفرات»، بل تحذف الملفات كلها بمجرد تسلّمها من قِبَل المستخدِم. معنى «الخاص» رقميّاً تعرّف خصوصية البيانات الإلكترونيّة عموماً بأنها الاستخدام (والتبادل أيضاً) للبيانات المختلفة. ولا يحق للشركات أن تستخدم بيانات الأفراد والمعلومات عنهم، إلا بمقتضى تفويض واضح من أولئك الأفراد، وهو أمر يشدّد عليه تطبيق «سوما». ولذا، تتصدّر مسألة تبادل البيانات واستخدامها وتخزينها، مقدّمة المشهد العام للخصوصيّة عند الأفراد. ألم يكن ذلك تماماً ما رافق فضيحة التنصّت على هاتف المستشارة الألمانيّة أنجيلا ميركل ومسؤولين ألمان وفرنسيين، من قِبَل «وكالة الأمن القومي» الأميركيّة؟ وفي الولاياتالمتحدة، تفرض «لجنة التجارة الفيدراليّة» عقوبات ضد الشركات التي تستخدم بيانات الأفراد لأغراض لم يوافقوا عليها بصورة واضحة، وكذلك الحال بالنسبة الى تبادل المعلومات مع أطراف لم يجر إشعار الأفراد بأنها تسعى للحصول على بياناتهم وملفّاتهم. وتعطي التطبيقات الرقميّة للبريد الإلكتروني أهمية قصوى لحماية منحى الخصوصيّة في ما تتعامل معه من بيانات الجمهور، خصوصاً تلك التي تثبّت على الخليوي أو ال«تابلت». في المقابل، يعرّف أمن المعلومات الرقميّة بأنه عملية تهدف الى صون سريّة البيانات والملفات، وكذلك الحال بالنسبة إلى نزاهتهما أيضاً. ويعني ذلك ألا تستخدم البيانات (ولا يتاح الوصول إليها أيضاً)، إلا من قبل أصحابها أو من سمح هؤلاء لهم بالتعامل مع تلك البيانات بوضوح. ويساهم في أمن البيانات أيضاً أن تكون دقيقة وموثوقة ومتوافرة عندما يحتاجها صاحبها أو المصرّح له بالوصول إليها. وفي العادة، تنطوي خطط حماية البيانات على جوانب تشمل جمع المعلومات المطلوبة وحدها، والحفاظ على أمنها، وإزالة المعلومات عندما تنتفي الحاجة إليها. وتساعد تلك الخطوات على الالتزام باللوائح القانونيّة لحيازة البيانات الحسّاسة. أهمية التشفير في المقابل، لا تقل أهمية أمن البيانات في التطبيقات الرقميّة، خصوصاً تلك التي تثبّت على الهواتف، عن أهمية الابتكار، إذ تعتمد تطبيقات كثيرة على معلومات الجمهور نفسه، وهي حسّاسة بطبعها، ما يجعلها عرضة للإستهداف من قبل القراصنة والبرمجيّات الخبيثة والفيروسات الإلكترونيّة وغيرها. وبديهي القول إنه لا توجد عصا سحريّة في ذلك المجال، لكن يتوافر كثير من التدابير الأساسية التي يتوجّب الالتزام بها. ومثلاً، يتحتم تشفير البيانات والمعلومات الحسّاسة كافة أثناء إرسالها عبر الشبكات المختلفة، وكذلك يجدر تجنّب عرض بيانات حسّاسة على هيئة نص عادي ضمن التطبيق الرقمي للتراسل، وهو أمر يحرص عليه تطبيق «سوما». واستطراداً، فمن الضروري أن تكون البيانات الحسّاسة محميّة دائماً بكلمة مرور قويّة، كما يجدر عدم تخزين كلمات السر أو ما يشبهها من بيانات حسّاسة على جهاز المستخدم، إضافة إلى أخذ الاحتياطات لعدم تكرارها عندما يجري إدخالها إلى التطبيق. وكذلك تشمل الجوانب الأمنية تطوير رمز آمن، وصنع رمز للتوقيع، ما يساعد في حماية التطبيقات من المخاطر المتنوّعة التي تشمل التلاعب بالرمز في شكل خفي.