طهران، بروكسيل، باريس – «الحياة»، أ ب، رويترز، أ ف ب – رحبت ايران امس بإجراء محادثات «بناءة» مع الدول الست الكبرى حول ملفها النووي، مؤكدة في الوقت ذاته أنها ستواصل نشاطاتها الذرية، فيما اتهم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إسرائيل بارتكاب جرائم «تطهير عرقي» ضد الفلسطينيين، داعياً الى محاكمة قادة الدولة العبرية. وكانت الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن والمانيا) كلفت الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا، دعوة إيران الى محادثات «ديبلوماسية مباشرة» تشارك فيها واشنطن، «حتى نتوصل معاً الى حل سياسي لهذه المسألة الجوهرية». واعلن مكتب سكرتير المجلس الاعلى للأمن القومي الايراني سعيد جليلي في بيان، ان «الجمهورية الاسلامية، اذ تجدد العرض الذي قدمته السنة الماضية، تعلن استعدادها للحوار ولتفاعل بناء وعادل يعتمد على الاحترام المتبادل، وتعتقد أن المشاكل الحالية يمكن أن تحل عن طريق المحادثات». وأكد البيان ان «الجمهورية الإسلامية ستواصل نشاطاتها النووية، في تعامل نشط مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وفي إطار معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية، مثلها مثل أي عضو آخر في الوكالة». واضاف ان ايران «ستحدث رزمة الاقتراحات التي قدمتها السنة الماضية». واعتبر ان «بعض مقاطع اعلان الدول الست تتعارض بشكل فاضح مع مقاطع اخرى، ولا تأخذ في الاعتبار التطورات الجديدة، ما يذكّر بالمقاربة التي حاولت استخدام لغة القوة والوعيد بدل الاحترام المتبادل بين الامم». في بروكسيل، قالت مصادر أوروبية وإيرانية ان وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي سيزور العاصمة البلجيكية اليوم، للمشاركة في المؤتمر الدولي للجهات المانحة للصومال. ولم يستبعد ديبلوماسي أوروبي حصول لقاء بين متقي وسولانا، على هامش مأدبة غداء يقيمها المسؤول الأوروبي للمشاركين في المؤتمر. في باريس، كشف وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير انه كان مقرراً ان يزور متقي العاصمة الفرنسية هذا الاسبوع، لكن زيارته «أرجئت لبعض الوقت». في غضون ذلك، قال احمدي نجاد ان «الحصار والقتل الجماعي للفلسطينيين في غزة والتطهير العرقي في مناطق أخرى محتلة، تُعتبر كلها جرائم أخرى ارتكبها النظام الصهيوني». واضاف في مؤتمر يعقد في طهران للمدعين في الدول الاسلامية، ان ايران قدمت طلباً الى الشرطة الدولية (الانتربول) لاعتقال 25 «مجرم حرب صهيونياً». واعتبر الرئيس الايراني مؤتمر مناهضة العنصرية في جنيف هزيمة لإسرائيل التي اتهمها بمحاولة طرح تفسير جديد للعنصرية. وقال: «لكن للمرة الأولى في مؤتمر دولي، حيّدت روح الأمم الحرة خطط الشر الصهيونية وانتصرت». ورد احمدي نجاد على اتهامه من قبل الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ب»اساءة استغلال» المؤتمر، قائلاً أن الامين العام طلب منه القاء خطاب «ليّن» في المؤتمر، لكنه رفض. واضاف: «قلت له اذا لم أفضح كل هذا في مؤتمر للامم المتحدة، فأين تثار قضايا مثل الجرائم في غزة والإبادة للفلسطينيين؟». واعتبر احتلال فلسطين «مخططاً استعمارياً للهيمنة على مصادر الطاقة في العالم». وكان الرئيس الأميركي باراك اوباما اعتبر خطاب احمدي نجاد في جنيف «مروعاً ومرفوضاً». ورد الرئيس الايراني قائلاً انه كان على اوباما «كي يظهر حقاً رغبته في التغيير، ان يحضر هذا المؤتمر وليس فقط الجلوس هناك وادانة تصريحاتي. هذا لا يساعد في وقف العنصرية». من جهة اخرى، قال وزير الدفاع الايراني مصطفي محمد نجار أن بلاده ستعلن قريباً عن «انجازات دفاعية جديدة» بينها «انتاج انواع حديثة من الصواريخ». على صعيد آخر، أعلن محسن رضائي سكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام والقائد السابق للحرس الثوري، ترشيحه للانتخابات الرئاسية المقررة في 12 حزيران (يونيو) المقبل.