أكد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أمس (الأحد)، أن كييف تبذل كل جهد ممكن لإنهاء الحرب مع روسيا، لكن تحقيق السلام النهائي مرتبط بشكل كبير بدعم شركاء أوكرانيا الدوليين. وفي تصريحات نشرها على تطبيق تليغرام، قبيل محادثاته المرتقبة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في فلوريدا، قال زيلينسكي:"نحن نفعل كل شيء من أجل السلام، لكن ما إذا كانت ستُتخذ القرارات يعتمد على الشركاء"، مؤكداً أن على الدول الداعمة لأوكرانيا تكثيف الضغط على موسكو حتى تشعر بعواقب عدوانها. وجاءت هذه التصريحات بعد أن عقد زيلينسكي يوم السبت اتصالاً عبر الفيديو مع قادة من نحو 12 دولة أوروبية وكندا، إضافة إلى مسؤولين رفيعين من المفوضية الأوروبية وحلف شمال الأطلسي (الناتو). وأفاد متحدث باسم الحكومة الألمانية أن القادة منحوا زيلينسكي "دعمهم الكامل"، مؤكدين التزامهم بالتنسيق الوثيق مع الولاياتالمتحدة لتحقيق سلام مستدام وعادل في أوكرانيا. وأشار زيلينسكي إلى أنه سيؤكد خلال محادثاته مع ترامب أن أوكرانيا لن تقبل بأي استسلام أو تسوية مفروضة من موسكو، مشدداً على وجود خطوط حمراء واضحة لا يمكن تجاوزها بالنسبة للشعب الأوكراني. ويأتي هذا اللقاء بعد أيام من إعلان أوكرانيا عن الخطة الأميركية المعدلة لإنهاء الحرب، والتي تم تحديثها عقب محادثات مع كييف، إلا أنها قوبلت بانتقادات روسية واتهامات لمحاولة نسف المفاوضات. وتتضمن الخطة تجميد خطوط المواجهة الحالية دون تقديم حلول فورية لمطالب موسكو التي تشمل السيطرة على أكثر من 19% من الأراضي الأوكرانية. كما تضغط واشنطن على أوكرانيا للانسحاب من الأجزاء المتبقية تحت سيطرتها في منطقة دونيتسك الشرقية، والتي تمثل نحو 20% من مساحة المنطقة الإجمالية، وفقاً للمطالب الروسية. وتقترح الولاياتالمتحدة أيضاً إدارة مشتركة بين واشنطنوموسكو وكييف لمحطة زاباروجيا النووية، الأكبر في أوروبا، التي باتت تحت السيطرة الروسية. ويأتي هذا التحرك في سياق سعي أوكرانيا وشركائها الدوليين لإيجاد تسوية دبلوماسية تضمن سلاماً مستداماً، وسط استمرار التوترات العسكرية والسياسية في المنطقة.