شهد قطاع غزة، أمس (السبت)، تصعيداً عسكرياً إسرائيلياً غير مسبوق، إذ كثفت الطائرات الحربية الإسرائيلية غاراتها على مناطق متفرقة من مدينة غزة، بالتزامن مع تقدم الدبابات في محيط شارع الجلاء وحي الشيخ رضوان، في خطوة تعد الأولى داخل أحد أبرز شوارع المدينة الرئيسية. ووفق مصادر طبية، قُتل 51 فلسطينياً خلال الساعات الماضية، بينهم 43 في مدينة غزة، فيما أعلنت وزارة الصحة في القطاع تسجيل حالتي وفاة جديدتين نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ليرتفع عدد ضحايا الجوع إلى 442 شخصاً، بينهم 147 طفلاً. وحذرت الوزارة من تفاقم الأزمة الإنسانية في ظل الحصار ونقص الإمدادات، مطالبة بتدخل دولي عاجل. في المقابل، أكد الدفاع المدني نزوح نحو 450 ألف شخص من غزة باتجاه الجنوب منذ بدء العملية العسكرية أواخر أغسطس، بينما قدرت إسرائيل العدد ب 480 ألفاً. ويواجه النازحون صعوبات جسيمة في الوصول إلى الجنوب عبر شارع الرشيد، بسبب الاكتظاظ والتكاليف الباهظة. وكشف موقع"واللا" الإسرائيلي أن ثلاث فرق عسكرية تشارك في عملية احتلال غزة، في حين نقلت وسائل إعلام عبرية عن ضباط إسرائيليين أن التقدم الميداني تجاوز التوقعات. وفي واشنطن، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إنه لم يطّلع بعد على تقرير لجنة التحقيق المستقلة التابعة للأمم المتحدة، والتي خلصت لأول مرة إلى أن إسرائيل ارتكبت "إبادة جماعية" في غزة. وأضاف أن أحداث السابع من أكتوبر تمثل "إبادة جماعية أيضاً"، على حد وصفه. وبحسب وزارة الصحة في غزة، تجاوز عدد القتلى منذ اندلاع الحرب 65 ألف شخص معظمهم مدنيون، فيما نزح غالبية سكان القطاع البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة مرة واحدة على الأقل.