بعد أن ظل الأهلي لأكثر من عامين دون ضم صفقات أجنبية أو محلية تذكر؛ ناهيك عن وجود خلافات مع المدرب ماتياس يايسله؛ حيث كانت الإدارة تنوي إلغاء عقده، بل قررت ذلك، لولا وقفة الجماهير ضد القرار؛ فأبقت المدرب، وكان قرارها صائبًا. ولكن مع بداية الموسم الجديد، تغير الوضع في الأهلي بشكل جذري؛ حيث تعاقدت الإدارة مع عدد من المحترفين الأجانب والمحليين، أسوة ببقية الأندية. "البلاد" استطلعت رأي عدد من المهتمين بالشأن الأهلاوي لأخذ آرائهم حول هذا التغيير. أحذر من المتلونين البداية كانت مع الإعلامي أحمد الشمراني الذي قال: لم يتغير في الأهلي شيء بقدر ما يريد البعض؛ انتصارًا للأنا التي غادرت كل أندية الصندوق، ومازالت في الأهلي بسبب الباحثين عن دور البطل على حساب مرحلة انتهى فيها العمل الأحادي. وأضاف: ماتياس يعرف قبل غيره أن الاهلي المكان المناسب له ولم يكن يرغب في الرحيل، لكن هناك من حاول ضرب العلاقة بين المدرب والشركة التي تعاملت مع هذا الملف بشكل احترافي، وفي نهاية الأمر تم التمديد له. وواصل: لابد من تحذير الاعضاء الجدد بكامل صفاتهم الاعتبارية من عدم الانصات إلى خطاب ظاهره الثناء عليهم، وباطنه الإساءة لمن سبقوكم ونجحوا رغم كل الحرب التي واجهوها. أما الحراك الذي حدث في الألي فهذا طبيعي جدًا، وفقًا للعائد المالي الذي حققه النادي من بيع عقود فيرمينو وفيجا وماكسيمان وإسكندر. وختم الشمراني: كان بإمكاني ركوب الموجة، وأبخس الاخرين حقوقهم، لكنني لست ذلك الرجل؛ فالأهلي يأتي عندي قبل الأشخاص وليس بعدها. شكرًا للأهلي؛ شركة ومالكًا وأعضاء، ولا عزاء لمن يريدون خلق أزمات من أجل أن يبقوا في الصورة. من الإخفاق إلى الإنجاز أما الإعلامي علي الزهراني فقال: يشهد الأهلي تحولًا كبيرًا في مكوناته المختلفة؛ ما كان له أكبر الأثر في تحويل الاتجاه من حالة الإخفاق المتواصل إلى طريق الاستقرار واعتلاء منصات التتويج. هذا التحول الإيجابي اليوم جاء بعد سلسلة من العبث الإداري التي تم تلافيه من خلال عملية إحلال فكر الشركات بديلًا عن الفكر الفردي، والاجتهادات الشخصية التي خرج من جلبابها الأهلي؛ ليعانق قمة آسيا ويفوز بالسوبر ويستعيد هويته الفنية وشخصية البطل. الاهلي يعيش حالة رائعة من النجاح وحالة أخرى مميزة من الاستقرار، ولعل قرار التمديد للمدرب الألماني ونوعية الاستقطابات المحلية والأجنبية وتقييم الوضع الفني، الذي أوجد التناغم المطلوب بين اللاعبين وبناء (منظومة الفريق على قلب رجل) تعد خطوات وبوادر مفرحة ستنعكس في المستقبل القريب على هذا الكيان العريق بتحقيق المزيد من الإنجازات، خاصة الدولية منها (كأسا المحيط والتحدي ) وصولاً لنهائي بطولة القارات. أما في ما يختص بالألماني ماتياس فإن وصوله مرحلة النضج ونجاحه في الاستفادة من الأخطاء التي وقع فيها الموسمين الماضيين، ساهم بالتأكيد في التجديد له. رغبة المدرج الأخضر من جانبه، قال الإعلامي محمد الشيخي: إن التغييرات في الأهلي لا تأتي بين يوم وليلة، لكنها قد تمثل مؤشراً إيجابياً لمستوى الثقة في عمل اللجنة التنفيذية، التي يهمها في المقام الأول رضا الشارع والجماهير الأهلاوية؛ بدايةً من تحسين مستوى التواصل مع الجمهور والشفافية ونهايةً بالصفقات المتتالية وتجديد عقد المدرب؛ ترجمة لرغبة المدرج الأخضر. وأضاف: المتابع لعمل ماتياس الذي انتقدناه كثيراً في العامين الماضيين- غير انطباعه عن المدرب الذي عانى من عدم تلبية رغباته التعاقدية في فترات تسجيل صيفية وشتوية، لكنه صمد أمام التيار وقام بأدوار إدارية إضافة إلى أدواره الفنية؛ لتلبية متطلبات الفريق الذي تحسن بعد التعاقد مع جالينو، وقاد سلسلة من الصفقات الجيدة هذا الصيف، قبل خوض غمار موسم مرهق ومليء بالمشاركات المحلية والقارية والعالمية، وأطلب من جماهير الأهلي بضرورة الالتفاف حول النادي والنقد البناء ومساندة الخطوات الشجاعة للتغيير للأفضل، ليس فقط في كرة القدم بل في كل ألعاب نادي الألف وخمسمائة بطولة – قلعة الكؤوس ومنجم الألقاب. الإدارة تداركت أخطاءها أما الإعلامي فهد الزهراني، فيرى أن إدارة الأهلي أدركت حجم المنجزات التي تحققت بوجود المدرب ماتياس، ودعم اللاعبين الكبار لوجوده؛ ما يؤكد على وجود علاقة جيدة بينه وبين اللاعبين، وقناعتهم بأسلوبه التدريبي، وهو عامل أساسي في استقرار الفريق ونجاحه. وأضاف: يبدو أن المدرب وضع خياراته على صعيد الخانات، ووجد استجابة ممتازة من قبل شركة النادي الأهلي. التعاقد مع 4 لاعبيين سعوديين، وإنزو الفرنسي الذي سجل حضوره منذ اليوم الأول، ثم البرازيلي غونسالفيس، والفرنسي أتانجانا. هذا الحراك يعبر بالدرجة الأولى عن العزم على المنافسة في جميع البطولات وحصد الألقاب. الأندية تدار بالميول والكفاءة معاً من جانبه، قال الإعلامي ماجد الفهمي: إن الأمر واضح وضوح الشمس بالتغير الإداري الكامل للمجلس التنفيذي الذي ينتمي ميولاً للنادي الأهلي، فالأندية تدار بالميول والكفاءة معًا؛ فمن مرحلة التفاوض مع مدربين للإطاحة بماتياس إلى حملة جماهيرية تبقي عليه للمبدأ، وليس للقناعة الفنية الكاملة، إلى إحراج المجلس التنفيذي السابق، وتحقيق نخبة آسيا والسوبر، إلى محاولة"تطفيش" وعدم إكمال المدرب للسنة الاختيارية الثالثة.. وأخيرًا التجديد حتى 2027 بسهولة تامة مع المجلس الجديد. هذا ما يوضح جلياً كيف تدار الأندية.. لم يقف الأمر على ذلك بل وصل مرحلة التعاقد الكيفي وليس الكمي للاعبين، وتلبية متطلبات المدرب من عناصر ومساعدين وإداريين.. هذا العمل الكبير من المجلس التنفيذي الجديد هو خير دليل على عمل الكفاءه المرتبط بالميول.. كما أن العمل الإداري داخل النادي جاري تصحيحه؛ لتكوين بيئة عمل مثالية داخل كل إدارات النادي وأقسامه. هذا باختصار مايمكن قوله؛ فالأندية عباراة عن ولاء، وليس مجرد شركة بها موظفون يقومون بأدوارهم، ثم العودة لمنازلهم وعدم التفكير في كيانهم.