تواصل المملكة دورها الريادي في مجال الذكاء الاصطناعي؛ عبر تبني أخلاقياته عالميًا، انطلاقًا من مسؤوليتها الدولية ومكانتها في قطاع البيانات والتقنيات الذكية. وكانت من أوائل الدول التي اعتمدت توصيات أخلاقيات الذكاء الاصطناعي الصادرة عن اليونسكو في نوفمبر 2021، لتؤكد التزامها بوضع إطار عالمي يحكم استخدام هذه التقنيات؛ وفق مبادئ الشفافية وحماية الخصوصية والعدالة، بما يسهم في تعزيز الفائدة الإنسانية والمجتمعية للتقنيات الذكية. وفي هذا السياق، أسست الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي"سدايا" مركزًا دوليًا لأبحاث وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي (ICAIRE) في الرياض تحت رعاية اليونسكو من الفئة الثانية، ليكون منارة عالمية للأبحاث والممارسات الأخلاقية. ويمتلك المركز الشخصية الاعتبارية والاستقلال المالي والإداري، ويغطي أربعة محاور رئيسية: دعم البحث والتطوير، تعزيز الوعي بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، تقديم توصيات السياسات، وبناء القدرات الدولية في هذا المجال. ومن أبرز المبادرات البحثية للمركز دعوة خبراء وباحثين من مختلف الدول للمشاركة في مشاريع متعددة التخصصات تتعلق بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، شملت ستة مجالات رئيسية؛ مثل العدالة الخوارزمية، وكشف التحيزات، والتصميم المرتكز على الإنسان، والمبادئ الأخلاقية لتشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي. وشارك في المبادرة 45 باحثًا من 14 دولة، بما يعزز تطوير سياسات ومعايير عالمية عادلة وشاملة. كما ركز المركز على بناء القدرات العالمية، من خلال إطلاق النسخة الثانية من مبادرة (إليفيت) بالشراكة مع مايكروسوفت وبدعم من"سدايا"، لتدريب 5 آلاف امرأة عالميًا في مجال الذكاء الاصطناعي، ضمن خطة لتمكين 25 ألف امرأة حول العالم. وتقدم المبادرة تدريبًا متكاملاً عبر ورش عمل وجلسات إرشاد وشهادات معترف بها دوليًا، وقد سجلت حتى الآن أكثر من 22 ألف مشاركة من 92 دولة. وأطلق المركز منصة معرفية متكاملة (ThakAI)؛ لتكون مرجعًا عالميًا للذكاء الاصطناعي الأخلاقي، تضم محتوى تعليميًا وأدوات تقييم التطورات التقنية، وتدعم مبادئ اليونسكو وأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة. كما نظم ورش عمل ومؤتمرات بالشراكة مع جامعة الدول العربية ومجلس التعاون لدول الخليج والمنظمات الدولية لمناقشة قضايا الحوكمة الأخلاقية للذكاء الاصطناعي ودوره في التنمية المستدامة.