شهدت بلدة أطمة شمال محافظة إدلب، فجر أمس (الأربعاء)، عملية أمنية واسعة استهدفت خلية تابعة لتنظيم داعش، أسفرت عن مقتل قيادي بارز في التنظيم يُعرف باسم صلاح نومان الملقب ب"علي"، وذلك في إطار الجهود المشتركة بين قوات الأمن السورية والتحالف الدولي لملاحقة فلول التنظيم. وبحسب مصادر ميدانية، فقد طوقت قوات الأمن الداخلي منزلًا قرب شارع شركة الكهرباء في أطمة، عقب ورود معلومات استخبارية عن وجود خلية للتنظيم بداخله. ونُفذت المداهمة بالتنسيق مع طيران التحالف، الذي كثّف تحليقه في أجواء المنطقة مستخدمًا مروحيات هجومية دعمت القوات على الأرض. وخلال العملية، حاول القيادي المستهدف الهروب بالقفز من شرفة المنزل إلى الحديقة الخلفية، إلا أن القوات التي كانت تُحكم الطوق أطلقت النار عليه، ما أدى إلى مقتله على الفور. وأكدت المصادر أن القوات فتشت المنزل وصادرت أجهزة إلكترونية وهواتف نقالة، كما أجرت تحقيقًا مع مالك المنزل قبل انسحابها، فيما نُقلت جثة نومان إلى مشفى باب الهوى. وكشفت المصادر أن نومان، وهو عراقي الجنسية، كان يعد من أخطر عناصر داعش المطلوبين، لضلوعه في تنشيط وتحريك خلايا التنظيم داخل سوريا. وبعد ملاحقته من قبل جهاز الأمن الداخلي في مدينة الدانا بريف إدلب، لجأ إلى منزل في أطمة برفقة زوجته وطفله ووالدته. وأكدت المعلومات أن العملية لم تسفر عن أي إصابات بين أفراد عائلته. تأتي هذه العملية بعد نحو شهرين على الهجوم الإرهابي، الذي استهدف كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة بدمشق، وأدى إلى مقتل 25 شخصًا وإصابة آخرين، حيث أعلنت السلطات حينها أن منفذي الهجوم ينتمون لداعش وتسللوا من مخيم الهول عبر البادية السورية. ومنذ هزيمته في سورياوالعراق عام 2017، تراجعت قدرات التنظيم بشكل كبير وانحصر وجوده في جيوب محدودة بالبادية السورية وبعض المناطق الصحراوية في العراق. غير أن نشاط خلاياه النائمة ما يزال يثير قلقًا متزايدًا، وسط تحذيرات من استغلال التنظيم لحالة الفوضى الأمنية لإعادة تنظيم صفوفه. ويرى مراقبون أن التنسيق الأمني بين دمشق والتحالف الدولي في عملية أطمة، يمثل مؤشرًا على تصاعد الجهود الدولية والإقليمية للقضاء على ما تبقى من التنظيم، ومنع عودته إلى المشهد مجددًا.