أعلن العراق طي صفحة وجود قوات التحالف الدولي على أراضيه، واعتبار ذلك إنجازاً سياسياً وأمنياً؛ يعكس قدرته على مواجهة الإرهاب، وحفظ استقرار البلاد من دون الاعتماد على أطراف خارجية. وقال المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة، صباح النعمان، أمس (الاثنين) في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء العراقية (واع): إن انسحاب قوات التحالف يمثل ثمرة جهود سياسية، وإصرارًا من قبل رئيس الوزراء على إنهاء هذا الملف، مشيراً إلى أن ما تحقق يعد مؤشراً واضحاً على جاهزية العراق للتصدي للتحديات الأمنية بمفرده، تماماً كما أُغلق ملف بعثة الأممالمتحدة (يونامي) سابقاً. وفي السياق ذاته، أعلنت السفارة الأمريكية في بغداد، أن مهمة التحالف الدولي ستنتقل من الطابع العسكري إلى شراكة أمنية ثنائية أكثر تقليدية بين بغداد وواشنطن، موضحة في بيان أن هذا التطور لا يعني نهاية دور التحالف عالمياً في مواجهة تنظيم داعش، حيث سيواصل جهوده المدنية على المستوى الدولي بقيادة مدنية. يأتي هذا التحول بعد سنوات من الجدل الداخلي حول طبيعة وجود القوات الأجنبية في العراق، وفي ظل نجاح القوات العراقية في تنفيذ عمليات نوعية ضد خلايا داعش، آخرها الإعلان عن اعتقال 11 إرهابياً وتدمير أنفاق وكهوف يستخدمها التنظيم في مناطق مختلفة. ويشير مراقبون إلى أن انتقال العراق إلى شراكة أمنية ثنائية يعكس مرحلة جديدة من الاستقلالية في صياغة السياسات الأمنية، حيث أصبح العراق قادراً على تنسيق عملياته مع شركاء مختارين؛ وفق أولويات وطنية، دون تدخل مباشر من التحالف الدولي. كما يُتوقع أن يتيح هذا التحول للقوات العراقية فرصة لتطوير قدراتها العسكرية والاستخباراتية بشكل أكبر، مع تعزيز التنسيق مع الأجهزة الأمنية المحلية والإقليمية لمواجهة أي تهديدات مستقبلية، بما في ذلك التهديدات الإرهابية العابرة للحدود.