تصاعد التوتر بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، عقب مؤتمر"وحدة الموقف لمكونات شمال وشرق سوريا" الذي عُقد الجمعة الماضية في مدينة الحسكة، بمشاركة نحو 400 شخصية من سياسيين وقادة عشائر ورجال دين. وشهد المؤتمر حضور شخصيات بارزة، بينها الشيخ محمد مرشد الخزنوي، والزعيم الروحي لطائفة الموحّدين الدروز الشيخ حكمت الهجري، ورئيس "المجلس الإسلامي العلوي الأعلى" غزال غزال، الذي أثار اسمه انتقادات واسعة من قبل سوريين اتهموه بالارتباط بالنظام السابق. وأعلنت زارة الخارجية السورية عدم مشاركة دمشق في المفاوضات المزمع عقدها في باريس خلال أغسطس الجاري، في خطوة فسّرها مراقبون بأنها رد مباشر على مخرجات المؤتمر. وقال مدير إدارة الشؤون الأمريكية في الخارجية السورية، قتيبة إدلبي: إن المؤتمر تضمّن "محاولة للاستقواء بأطراف خارجية"، معتبراً أن تصريحات "قسد" والشيخ حكمت الهجري جسّدت ذلك التوجّه. إدلبي شدّد على رفض دمشق "تكرار تجارب حزب الله، أو أي نماذج مشابهة على الأراضي السورية"، منتقداً منح "قسد" منصات لشخصيات– مثل الهجري– قال إنها "لا تمثل المكونات التي تتحدث باسمها". وأوضح أن الحكومة السورية منفتحة على مبدأ "اللامركزية الإدارية" لكنها ترفض "أي لامركزية سياسية" رفضاً قاطعاً. من جانبها، أكدت مصادر في "قسد" وأخرى دبلوماسية فرنسية، أن القوات لم تتلقّ حتى الآن إخطاراً رسمياً بانسحاب دمشق من المفاوضات، ما يترك الباب مفتوحاً أمام مزيد من التوتر أو احتمالات العودة للحوار، وسط ترقب للموقف الفرنسي من هذا التطور.