أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، أمس (الأحد)، تنفيذ بلاده هجمات جوية استهدفت منشآت نووية إيرانية رئيسية في فوردو وأصفهان ونطنز، مؤكداً أن العملية تمّت بدقة فائقة، وأن الطائرات الأمريكية غادرت الأجواء الإيرانية بأمان بعد تنفيذ مهمتها. وقال ترمب عبر منصة "تروث سوشال": إن قاذفات أمريكية ألقت "حمولة ثقيلة" من القنابل على منشأة فوردو شديدة التحصين، مشدداً على أن "لا قوة في العالم تستطيع إنجاز ما فعلته القوات الأمريكية"، خاتماً تصريحه بجملة: "لقد حان وقت السلام". وفي تصريحات لاحقة، اعتبر ترمب أن ما جرى "نجاح تاريخي لأمريكا وإسرائيل والعالم"، داعياً طهران إلى وقف الحرب والعودة إلى طاولة المفاوضات، ملوّحاً بالمزيد من الضربات في حال عدم الامتثال. من جهته، اتهم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان واشنطن بالوقوف خلف الهجمات الإسرائيلية منذ البداية، قائلاً إن "أمريكا هي المحرّك الرئيسي للعدوان على إيران، وتدخلت بشكل مباشر بعد عجز إسرائيل عن تحقيق أهدافها". وشارك بزشكيان لاحقاً في تظاهرة غاضبة وسط طهران، ندد خلالها آلاف الإيرانيين بالضربات الأمريكية، مشدداً على ضرورة توحيد الصفوف الداخلية لمواجهة "الاعتداء السافر". وفي خطوة تصعيدية، أقر البرلمان الإيراني مقترحاً بإغلاق مضيق هرمز، أبرز شريان لنقل النفط في العالم، في حين رُهن تنفيذ القرار بموافقة المجلس الأعلى للأمن القومي. ويمر عبر المضيق أكثر من 21 مليون برميل نفط يومياً، إلى جانب نحو ثلث صادرات الغاز الطبيعي المسال، ما يجعله أحد أكثر الممرات البحرية حساسية. وأكد النائب إسماعيل كوثري، القيادي في الحرس الثوري، أن خيار الإغلاق مطروح، وسيُنفذ "إذا تطلبت المصلحة الوطنية ذلك"، في حين حذّرت النائبة سارة فلاحي من أن هذا الملف سيكون حاضراً بقوة في جلسة مرتقبة للجنة الأمنية في البرلمان. يأتي هذا التحرك بالتزامن مع تقارير تشير إلى نية طهران دراسة الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، في ظل الهجمات المتواصلة على منشآتها الإستراتيجية.