تبادلت إسرائيل وإيران موجة جديدة من الهجمات منذ مساء السبت وحتى الأحد مما أدى لمقتل العشرات، فيما حذّر الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأحد إيران من أنها ستواجه "كامل قوة" الجيش الأميركي إذا هاجمت الولاياتالمتحدة، مؤكداً أن واشنطن "لا علاقة لها" بالضربات الإسرائيلية على طهران. وكتب ترمب على منصته "تروث سوشال" الأحد "إذا تعرضنا لهجوم من إيران بأي شكل من الأشكال، فإن كامل قوة وقدرة القوات المسلحة الأميركية ستنزل عليكم بمستويات لم تُشهد من قبل". من جهة أخرى، أكد ترمب "يمكننا بسهولة إبرام اتفاق بين إيران وإسرائيل، وإنهاء هذا الصراع الدامي". وأجرت الولاياتالمتحدة مفاوضات مع إيران في محاولة لإلزامها بتقليص برنامجها النووي، الذي تقول طهران إنه مدني تماماً، لكن إسرائيل تراه تهديداً لوجودها بسبب إمكانية استخدامه لصنع الأسلحة. ولم يقدم ترمب تفاصيل حول أي اتفاق محتمل. وحض الرئيس الأميركي طهران الجمعة على التوصل إلى اتفاق وإلاّ ستواجه هجمات "أكثر عنفاً" من إسرائيل. وقالت السلطات الإسرائيلية: إن فرق الإنقاذ مشطت أنقاض مبانٍ سكنية مدمرة في الغارات، بالاستعانة بالمصابيح والكلاب المدربة للبحث عن ناجين بعد مقتل ما لا يقل عن 10 أشخاص بينهم أطفال. وقالت إيران: إن ما لا يقل عن 138 شخصاً قتلوا جراء الهجمات الإسرائيلية منذ يوم الجمعة، من بينهم 60 شخصاً، نصفهم أطفال، سقطوا السبت عندما دمر صاروخ مبنى سكنياً من 14 طابقاً في طهران. وأصدر الجيش الإسرائيلي تحذيراً للإيرانيين الذين يعيشون بالقرب من منشآت الأسلحة يطالبهم بالإخلاء، بعدما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وترمب إن الهجمات لن تهدأ بل ستزداد كثافة. وقال مسؤول: إن إسرائيل لا يزال لديها قائمة طويلة من الأهداف في إيران، وأحجم عن تحديد إلى متى ستستمر الضربات. وذكر أن الأهداف التي تم قصفها مساء السبت شملت موقعين إيرانيين للوقود "مزدوجي الاستخدام" كانا يدعمان العمليات العسكرية والنووية. طلب إسرائيلي كشف موقع /أكسيوس/ الإخباري الأميركي، أمس، نقلاً عن مصادر إسرائيلية مطلعة، أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي طلبت من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب المشاركة عسكريًا في خطط هجومية تستهدف البرنامج النووي الإيراني، وعلى وجه الخصوص منشأة "فوردو" شديدة التحصين والمقامة داخل جبل. وأشار التقرير إلى أن أبرز العقبات التي تواجه "تل أبيب" في تنفيذ ضربات حاسمة ضد المنشآت النووية الإيرانية، تكمن في افتقارها للقنابل الخارقة للتحصينات والطائرات الثقيلة بعيدة المدى القادرة على الوصول إلى أهداف محصّنة بعمق، مثل "فوردو". في المقابل، تمتلك الولاياتالمتحدة هذه القدرات العسكرية، ما يجعل مشاركتها ضرورية لإنجاح أي هجوم من هذا النوع. ورغم الإلحاح الإسرائيلي، فإن إدارة ترمب أبدت تحفظًا على التورط المباشر، معتبرة أن تنفيذ ضربة واحدة ضد هدف إيراني سيؤدي حتمًا إلى اندلاع مواجهة شاملة، وهو ما تسعى واشنطن إلى تفاديه. ونقل التقرير عن مسؤولين عسكريين إسرائيليين قولهم إن بقاء منشأة "فوردو" بعد انتهاء العمليات سيكون بمثابة "فشل ذريع" في تحقيق الهدف الاستراتيجي المتمثل في تدمير البرنامج النووي الإيراني بالكامل. وفي السياق نفسه، أفاد الموقع بأن الإدارة الأميركية الحالية لا تدرس في الوقت الراهن خيار التدخل العسكري المباشر، مرجّحة السعي إلى التفاوض نحو تسوية سلمية إذا أبدت طهران استعدادها لذلك. إفشال المفاوضات قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي: إن الهجمات الإسرائيلية هدفها إفشال تلك المفاوضات التي كان من المقرر أن تستأنف في عُمان أمس الأحد لكنها أُلغيت. وأضاف أن الهجمات الإسرائيلية حظيت بدعم الولاياتالمتحدة، وأن إيران لم تتحرك إلا دفاعاً عن النفس. وتقول إسرائيل، التي لم توقع على معاهدة حظر الانتشار النووي العالمية ويعتقد على نطاق واسع أنها تمتلك أسلحة نووية: إنها تهدف إلى منع إيران من تطوير مثل هذه الأسلحة إلى جانب القضاء على قدراتها في مجال الصواريخ الباليستية. وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الخميس أن طهران لا تمتثل لالتزاماتها بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي. وأقر مسؤولون إسرائيليون بأن من المستبعد أن تسفر الضربات عن وقف البرنامج تماماً، لكنهم عبروا عن أملهم في أن تؤدي إلى اتفاق شامل بين الولاياتالمتحدةوإيران. وقالت إيران: إن مستودع النفط في شهران بالعاصمة استُهدف في هجوم إسرائيلي لكن الوضع تحت السيطرة، وأفادت وكالة تسنيم للأنباء أمس الأحد بأن حريقاً اندلع بعد هجوم إسرائيلي على مصفاة للنفط قرب العاصمة وأن الغارات الإسرائيلية استهدفت أيضاً مبنى وزارة الدفاع في طهران، مما أدى إلى وقوع أضرار طفيفة. وذكرت الوكالة أيضاً أن شخصين متهمين بالانتماء لجهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) تم اعتقالهما في إقليم البرز. وبدأت الموجة الأحدث من الهجمات الإيرانية على إسرائيل بعد الساعة 11 مساء السبت بقليل (20:00 بتوقيت غرينتش)، عندما دوت صفارات الإنذار في القدس وحيفا ليهرب نحو مليون شخص إلى الملاجئ. وفي حوالي الساعة 2:30 صباحاً بالتوقيت المحلي (23:30 بتوقيت غرينتش السبت)، حذر الجيش الإسرائيلي من إطلاق وابل جديد من الصواريخ من إيران، وحث السكان على البحث عن ملاجئ. وتردد دوي الانفجارات في تل أبيب والقدسالمحتلة مع إطلاق صواريخ لاعتراض الوابل الجديد. وقالت جماعة الحوثي، التي تسيطر على مساحات واسعة من اليمن: إنها أطلقت صواريخ باليستية على يافا بالقرب من تل أبيب، في أول مرة تنضم فيها جماعة متحالفة مع إيران إلى التصعيد. وفي السابق، كان بوسع إيران أن تتوقع دعماً عسكرياً من الجماعات المتحالفة معها في غزةولبنان والعراق. لكن الحرب المستمرة منذ 20 شهراً في غزة والأعمال القتالية في لبنان العام الماضي أضعفت أقوى حليفين لطهران، وهما حركة حماس في غزة وجماعة (حزب الله) في لبنان، مما قلص خيارات الرد المتاحة أمام إيران. وقال المسؤول العسكري الإسرائيلي: إن إسرائيل استهدفت القائد العسكري لجماعة الحوثي خلال الليل. صواريخ إيرانية قالت السلطات الإسرائيلية: إن 10 أشخاص على الأقل قتلوا ليلاً، بينهم ثلاثة أطفال، وأصيب أكثر من 140 آخرين بسبب صواريخ سقطت على منازل في شمال ووسط إسرائيل. وفي مدينة طمرة العربية بشمال إسرائيل، قُتلت أربع نساء بينهن أم وابنتاها. وقُتل ستة أشخاص على الأقل جراء صاروخ إيراني أصاب مجموعة من المباني السكنية، بما في ذلك مبنى متعدد الطوابق، في مدينة بات يام. وعاد شموئيل بار دافيد (62 عاماً) لفترة وجيزة إلى ما تبقى من منزله هناك. وقال: "أعيش هنا منذ 35 عاماً"، مضيفاً أن عائلته نجت "بمعجزة". وحتى الآن، قتل 13 شخصاً على الأقل في إسرائيل وأصيب أكثر من 350 منذ أن بدأت إيران الرد على هجماتها. وفي أول هجوم على البنية التحتية للطاقة في إيران على ما يبدو، أفادت وكالة تسنيم للأنباء بتعليق جزئي لإنتاج الغاز من حقل بارس الجنوبي، وهو أكبر حقل غاز في العالم، في أعقاب هجوم إسرائيلي على الموقع أمس السبت أدى لاندلاع حريق. ويقع حقل بارس الجنوبي قبالة ساحل إقليم بوشهر بجنوب إيران، وهو مصدر معظم الغاز الذي تنتجه إيران. وأدت المخاوف من التعطيل المحتمل لصادرات النفط في المنطقة إلى ارتفاع أسعار الخام بنحو تسعة بالمئة يوم الجمعة، على الرغم من أن إسرائيل لم تستهدف قطاع النفط والغاز الإيراني في اليوم الأول من حملتها. وفتحت أسواق الأسهم في المنطقة أمس لأول مرة منذ الضربات الإسرائيلية، وارتفعت أسهم تل أبيب بعد هبوطها في وقت سابق. ومع إعلان إسرائيل أن عمليتها قد تستمر لأسابيع وحث نتنياهو الشعب الإيراني على "الانتفاض على حكامه"، تتزايد المخاوف من تصعيد في المنطقة يستقطب قوى خارجية. رجال إنقاذ إسرائيليون يبحثون بين الأنقاض في موقع هجوم صاروخي إيراني في بات يام «أ ف ب» مقاتلة إسرائيلية من طراز إف - 15 تتزود بالوقود في الجو فوق نتانيا «أ ف ب» أعمدة الدخان تتصاعد فوق مصفاة طهران النفطية «رويترز» طائرات هليكوبتر عسكرية إسرائيلية تقوم بدوريات فوق ميناء مدينة حيفا «أ ف ب»