تشهد الساحة الإقليمية تصعيدًا خطيرًا مع استمرار الضربات العسكرية الإسرائيلية على إيران لليوم الرابع على التوالي، في إطار عملية عسكرية شاملة أطلقتها تل أبيب، مستهدفة مواقع عسكرية ومنشآت نووية داخل إيران. وأعلنت إسرائيل أنها أصابت عددا من الأهداف في عمليتها، فيما أعلنت إيران إسقاط 8 طائرات مسيّرة إسرائيلية، بينها طائرة MQ9 أمريكية الصنع، في محافظة دهلران جنوب غرب البلاد. وفي كرمنشاه، تسببت الانفجارات بأضرار كبيرة، وأصابت مستشفى "الفرابي"، كما شهدت مدينة كرج تفجيرات في معسكر تابع للحرس الثوري. وفي مشهد شمال شرق البلاد، تصدت الدفاعات الجوية الإيرانية لمسيّرات إسرائيلية، فيما استُهدفت مواقع عسكرية قرب تبريز. وشهدت طهران اكتظاظاً مرورياً شديداً، وأُغلق البازار الكبير عقب العثور على مستودع مسيّرات ومتفجرات جنوبالمدينة. الجيش الإسرائيلي أعلن تدمير أكثر من 120 منصة إطلاق صواريخ إيرانية، بالإضافة إلى 20 صاروخًا باليستيًا تم استهدافها قبل إطلاقها. وشاركت في الغارات نحو 50 طائرة حربية، مستهدفة مستودعات ومراكز قيادة، فيما طالب بنيامين نتنياهو أمس سكان طهران بإخلاء منازلهم، لأن إسرائيل ستتخذ بعض الإجراءات اللازمة. في وقت تعرض التلفزيون الإيراني الرسمي لهجوم إسرائيلي على الهواء مباشرة ما أدى إلى توقف البث، وذلك بعد دقائق من تهديد وزير الدفاع يسرائيل كاتس باستهدافه. وترافقت الضربات مع عمليات اغتيال طالت عشرات القادة الإيرانيين، من ضمنهم علماء في البرنامج النووي. وذكرت طهران أن القادة القتلى هم: رئيس الأركان محمد باقري، وقائد الحرس الثوري حسين سلامي، وقائد القوات الجوفضائية أمير علي حاجي زاده، إلى جانب سبعة قادة آخرين. وردًا على هذه الاغتيالات، شنت إيران هجمات صاروخية وُصفت بالأوسع، استهدفت تل أبيب وحيفا، وأدت إلى مقتل 8 أشخاص وإصابة أكثر من 285. وأكدت مصادر إيرانية استخدام صواريخ فرط صوتية ذات قدرة تدميرية عالية، كما تم رصد حرائق عند محطة للطاقة قرب ميناء حيفا أمس بعد هجوم إيراني بالصواريخ الباليستية على البنية التحتية للميناء. وكشفت مصادر إسرائيلية أن إيران بدأت باستهداف منازل شخصيات إسرائيلية بارزة، منها منزل نائب عن حزب "الليكود"، بينما لاحقت الدفاعات الإسرائيلية مسيّرة اقتربت من منطقة قيسارية حيث يقع منزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. واستجابة للتطورات، بدأ جهاز "الشاباك" بنقل عائلات الوزراء الإسرائيليين إلى مساكن سرية، في ظل مخاوف من استهداف مباشر. على الصعيد الداخلي، أعلنت إيران اعتقال العشرات من المتهمين بالتجسس لصالح الموساد، بينهم من ساهم في عمليات تخريب أو اغتيال، وأكدت إعدام أحدهم ويدعى إسماعيل فكري، كما تم الكشف عن ورشة لتصنيع المسيّرات قرب أصفهان، وضبط معدات متفجرة في إقليم البرز. وأكدت الأجهزة الأمنية أن أي تعاون مع إسرائيل يُعد خيانة عظمى، محذرة من أي أنشطة إعلامية أو ثقافية قد تدعم تل أبيب بشكل مباشر أو غير مباشر. في ظل تبادل الضربات والتهديدات، تؤكد إسرائيل عزمها على مواصلة العمليات العسكرية، مشيرة إلى وجود قائمة طويلة من الأهداف داخل الأراضي الإيرانية، بينما تحذر طهران من ردود أوسع في حال استمرار الهجمات.