جهاز داخل الرحم (1)

العنوان هو الترجمة الحرفية لما تعارف عليه الناس باللولب، و هو جسم بلاستيكي صغير على شكل حرفT الانجليزي غالبا، وهنالك أشكال أخرى غير شائعة، و هناك نوعان، أحدهما معزز على ساقه بالنحاس، و أحيانا بمادة الفضة، وثانيهما يوجد عليه هرمون البروجستوجين الذي يُفرز في الدم فيزيد كفاءته في منع الحمل، و قد سبق أن تحدثنا عنه في موضوع موانع الحمل أحادية الهرمون، و في موضوع علاج غزارة الدورة.
هذا النوع من موانع الحمل، مناسب جدا لمن تريد منع الحمل فترة طويلة، فمعظم الأنواع، يمكن تركها داخل الرحم مدة خمس سنوات إذا تم تركيبه قبل عمر الأربعين، أما إذا تم تركيبه بعد عمر الأربعين، فيمكن تركه حتى تصل المرأة إلى سن انقطاع الطمث نهائيا.
كذلك فإن محاذير استخدامه، نادراً ما تتواجد عند نساء المنطقة العربية والإسلامية، إذ لا ينصح بإستخدامه عند من لديهن خطورة عالية في حدوث الإلتهابات التى تنتقل عن طريق ممارسة الجنس، التزام النساء في منطقتنا بعدم ممارسة العلاقة الجنسية إلا في الإطار الشرعي، يجعلهن في مأمن من هذا الخطر، أما في الأماكن التى يمارس فيها النساء و الرجال إنفلاتاً جنسياً، فلا ينصح به إلا لمن تلتزم و زوجها بعدم الدخول في علاقات منحرفة، الأمراض الجنسية تنتهي بالتهابات حوضية شديدة، تجعل حياة المرأة صعبة جدا من ناحية الآلام الشديدة (و خاصة خلال ممارسة العلاقة الزوجية) . والإفرازات الكريهة، وتعدد مرات الحاجة إلى أدوية، و تدخلات جراحية لتفريغ الصديد الذي يتجمع في الحوض و في الأنابيب. و لذا فإنه خلال تركيب اللولب، يجب التأكد من علاج أي التهابات تناسلية، و لكن الالتهابات الفطرية الشائعة لا تشكل مانعا لتركيب اللولب.
يمكن تركيب اللولب في أي وقت طالما أمكن التأكد من عدم وجود الحمل. و لكن يفضل تركيبه خلال الأيام الأخيرة للدورة الشهرية توخياً السهولة، و لا يحتاج تركيبه إلى مخدر، و لكن يفضل لو أمكن تركيبه بعد ساعة من أخذ دواء مهدئ، من الأنواع التي يطلق عليها اسم الأدوية اللاستيرويدية المضادة للإلتهابات. كما يمكن وضعه بعد الولادة مباشرة، أي بعد خروج المشيمة، ويمكن تثبيته خلال العمليات القيصرية، و بعد الولادة بستة أسابيع و بعد الإجهاض بثلاثة أسابيع.
من المهم، التأكد بأن اللولب في مكانه الطبيعى، فإن اللولب له خيطان يتركهما الطبيب في العضو التناسلي، و يمكن للمرأة الإحساس بهما بسهولة من خلال الفحص الذاتى على الأقل مرة في كل شهر، و يستحسن ألا تغادر المرأة العيادة بعد تركيب اللولب إلا بعد أن تتعلم كيف تحس بالخيط، و تتأكد بنفسها من وجود اللولب في مكانه. ( يتبع)