وردني الكثير من الأسئلة من القراء عن معنى اسمي، والبعض يظنه مستعارا، ولكن والدي المهندس الذي أعتبر ميوله علمية كان على درجة عالية من الثقافة والقراءة المتنوعة وفي كل المجلات. في العراق القديم ارتبطت الدولة بكاريزما الاله- الملك الذي يعمل على رعاية شؤون البلاد افرادا ومجتمعاً حيث كانت قائمة على أساس طبقي كبير بدءاً بطبقة الآلهة التي تعيش في علياء من النعمة والخير والرفاه وانتهاء بالطبقات الأخرى والتي تحمل بدورها تراتباً هرميا متمثلا بملك المدينة البشري الذي تنحصر في دائرته جميع الأملاك الشاسعة التي يستغلها باستخدام العبيد والفلاحين، حيث يمثل الإله آنو، السماء أقوى الآلهة جميعاً لانه يمثل الكلمة النهائية ويعد الناظم الوحيد لمجريات الحياة، هو من يفرض النظام والقوانين والاستقرار والهدوء ويعمل على تجنب المجتمعات والكوارث والحروب والفوضى الخ. ان ارتباط الدولة بالإله يمكن ان نجد لها آثارها المتبقية في المصادر الفلسفية الحديثة وخصوصاً عند الفيلسوف الألماني هيجل الذي لا تمثل الدولة لديه سوى تلك (الفكرة الإلهية كما توجد على الارض) وليس هناك أية سلطة أرضية. لقد كان شكل الدولة القائم على سلطة الإله المطلقة في بلاد الرافدين يمثل خرقاً انسانياً وتجاوزاً على قيمة الانسان من حيث الجوهر باعتبار الاخير لا يشكل سوى تابع او مجرد ملكية او شيء ضئيل أمام هذه القوى التي تملك الرهبة او الكاريزما الاجتماعية. لكل من اسمه نصيب، هكذا يقول أبي، ولعله أراد أن تربط ببنته بالسماء والعلا. وكان هذا فصارت ابنته برغم أن قدميها على الأرض إلا أن أحلامها بحجم السماء. فلنحمل من أسمائنا معانيها، ولنحلم ونتغذى على أننا الأفضل، ونتحدى ظروف الحياة، وصدق الله تعالى عندما قال ولقد خلقنا الإنسان في كبد. يذكر أن الإسم موجود في ملحمة جلجامش، كما أنه ورد في الأساطير السومرية إضافة إلى الأساطير البابلية. أصدقاء الحرف: نحن من نصنع أحلامنا، ووحدنا قادرين على جعلها حقيقة. آنو السرحان شاعرة وإعلامية أردنية [email protected]