بعد سقوط رافعة الحرم مباشرة، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي فنقلت الخبر للناس سابقة بذلك حتى الصحف الاليكترونية الكبيرة التي ظلت لمدة ساعة او اكثر خارج اجواء الحدث، وبذلك تثبت وسائل التواصل الاجتماعي من جديد انها مصدر خبري مهم وسريع ينقل لك الخبر بالكلمة والصورة والفيديو ايضا. لكن رغم كل ذلك فانها مصدر غير آمن تماما. ولا مصدر ثقة كاملة حيث يمارسها هواة ليس لاكثرهم علاقة بمهنة الاعلام لا دراسية ولا ممارسة , فوق ان حكاية (النسخ واللصق) الخطيرة هي أحد أهم مصادر تلك المواقع وخاصة (الواتس اب) فقد يقوم هذا او ذاك – بحسن نية او العكس – بنقل مقاطع متحركة او ثابتة او حتى نصوصاً كلامية لأحداث قديمة ويقدمها على أنها جديدة. وثمة من يربط حدثا حاليا بصور وفيديوهات قديمة ثم ينشرها على انها حوادث آنية حديثة، كما حدث ذات مرة في نقل فيديو حادث مروع في الكويت على انه حادث حصل قبل قليل في ينبع مما ادى الى حالة ارتباك للناس خصوصاً لمن له معارف في تلك المدينة. الى ما هنالك من ممارسات فيها كثير من الغث وقليل من السمين في (الواتس اب) خصوصاً وكذلك الفيس بوك ومعه تويتر لكن من جانب آخر ظلت تلك القنوات الاعلامية مؤشرات على حدث ما وعلامة على حدوث قضية معينة ومصدر مهم لتبني بعض القضايا الاجتماعية التي نتج عنها حلول ومعالجات من المسؤولين الكبار، انطلاقا مما نقلته وسائل التواصل الاجتماعي التي يقوم عليه أناس أمينون وحريصون على المصداقية قدر الامكان، بخلاف غيرهم من هواة الشائعات و"التلفيات" وهم كثر . نعود لموضوعنا وهو حادثة رافعة الحرم، حيث علم بها الناس في ذات اللحظة تقريباً من (الواتس اب) والفيس بوك وتوتير وعاشوا أجواء الحدث كلمة وصورة وفيديو قبل ان تنقلها لهم الصحف الاليكترونية الشهيرة او التلفاز والاذاعة وبالطبع قبل ان تنقلها الصحف الورقية التي نشرت الحدث في اليوم الثاني خبراً (بائتا). لكن الخطير في المسألة – وهذا مهم – ان ثمة حفنة من المندسين في توتير على وجه الخصوص، ممن يتوارون وراء اسماء مستعارة ، قد وجدوا المناخ خصبا لهم، فبدأوا فحيحهم كالأفاعي ، وسمومهم كالعقارب، حيث كان القمز واللمز ظاهراً لبلادنا ومسؤوليها، وكأن الأمر (الحادث) هو اهمال متعمد بقصد إيذاء الحجاج او تقصير في الخدمة ثم زادوا بتكهنات وتخرصات وتحليلات توافق هواهم المعتّل. أولئك يكذبون ويعرفون هم بأنفسهم أنهم يكذبون .. لانه لا أحد في هذا العالم كله – وليس الداخل السعودي فقط – يخالجه ذرة شك وعبر كل عصور الدولة السعودية بأن أمر الحجاج والمعتمرين والزوار ، ومكة والمدينة هي من اولى اهتمامات قادة وشعب المملكة، بل هي أول همّ لهم على مدار العام كله. نعم .. لا أحد في هذا العالم إلاّ وهو يعرف كم هي السعودية امينة أشد الامانة على المقدسات الاسلامية ونجاحات الحج سنة بعد اخرى ، ومواسم العمرة والزيارات، يشهد بذلك كل من زار الحرمين الشريفين حيث وقف يقيناً على ما يبذل لهما من عناية فوق العادة ، لذلك فقد خسئ اولئك النابحون في تويتر وغيره ، وعادوا خاسرين لان بضاعتهم مزجاة وكلامهم يقطر حقداً وكذباً وافتراء.