عاد الهلال إلى منصات التتويج .. هذه الجملة لم يتوقع محبو الأزرق أن يرددوها حتى أنهم كانوا يعتقدون بأن الأمور ستزيد سوءا بعد أن كان الهلال قاب قوسين أو أدنى من خسارة ثالث نهائي له بالموسم الحالي فبعد خسارته في نهائي أبطال آسيا من أمام سيدني و التي صاحبت بداية الدوري و الموسم الرياضي ظهر الهلال بعد الخسارة بمستوى سييء لم يرض محبيه و لا جماهيره و حينما بدأ في تجديد التحدي للموسم الحالي و النهوض من جديد إلا أنه صعق بخبر استقالة الأمير عبدالرحمن بن مساعد بعد أن اكتفى بالعطاء الذي قدمه لهذا الكيان في فترة رئاسته ليسلم الحمل كاملا إلى نائبه محمد الحميداني و الذي واجه ضغوطات كبيرة جدا استطاع من خلالها كسب التحدي و المراهنة على أن الهلال سيعود و أن الفريق قادر على تخطي الظروف ، و ما إن بدأ الحميداني في ترتيب أوراق الهلال كانت أولى قراراته الصائبة تغيير مدرب الهلال الروماني و جلب المدرب دوونيس و بدأ في تخطي العقبات التي كانت تواجهه و لكن كل تلك العقبات كانت تحتاج إلى ذهب إلى بطولة إلى عودة هلالية بعد غياب دام عاما كاملا ، لك ان تتخيل بأن الهلال الذي لا يمر عليه موسم رياضي إلا و يخرج منه ببطولة على أقل تقدير فكيف للهلال في الموسم السابق يكون خالي الوفاض و بدون إنجاز و يعود هذا الموسم و كأنه سيناريو للموسم السابق كاد أن ينهي موسمه بدون بطولة ، و مع الحميداني تغير الحال حيث استطاع الهلال أن يخرج بموسم رائع و تمكن من تحقيق المركز الثالث دوريا رغم كل الظروف المحيطة بالفريق و ايضا ضمن تواجده اسيويا للموسم القادم و استطاع أن يقود الهلال إلى الدور ربع النهائي في كأس آسيا الحالي و الآن تمكن من إنهاء موسم الهلال ببطولة كانت قريبة من ان تكون لفريق النصر ، مشهد لم يكن متوقعا فالكل كان يجزم بأن النصر قد أوشك على تحقيق اللقب و الظفر بلقب ملك الحسم و كاد الهلاليون أن يضموا موسمهم الحالي مع الماضي و أن يكون للنسيان و لكن تغير الحال في دقيقة واحدة و في الرمق الأخير استطاعوا أن يعودوا و العودة كانن في آخر دقيقة و مدافعهم و كان العود أحمد يا هلال ليضم لقبه إلى حصيلة الألقاب التي جمعها و يصبح المجموع 55 بطولة و ينهي موسمه بعودة قوية إلى منصات التتويج حيث أنه فضل أن تكون عودته من كأس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه لتكون العودة بأغلى الألقاب ، هكذا هو الهلال يغيب و لكن لا يدوم الغياب حيث أن العودة تكون سريعة و قوية ليعود و يمارس هوايته في حصد الألقاب و يرسم الفرحة على محيا جماهيره و محبيه الذين رفضوا مغادرة المباراة النهائية بالأمس و كأنهم يعلمون بأن فريقهم سيعود و في الدقيقة الأخيرة حتى تحقق النصر من أمام النصر . هدوء و حنكة الحميداني تجني ثمارها : لم يظهر الحميداني كثيرا بعد توليه رئاسة نادي الهلال ب«التكليف» حيث فضل أن يعمل صامتا بعيدا عن فلاشات الاعلام و اقلام الصحفيين وسط امواج عاتية من الظروف وبعض المشاكل الفنية ليجني ثمار و حصاد عمله بالنجاح و يصل إلى مبتغاه و تحقيق اغلى الكؤوس حيث كان شعاره الهدوء والعمل بصمت والصبر و كانت ثقته في المستشارين كبيرة حيث كان يأخذ آراءهم فحقق ما يريد وصل بالفريق إلى ربع نهائي أبطال آسيا و انتزع المركز الثالث بالدوري و خطف كأس أغلى البطولات كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال ليرصع اسمه بالذهب في قائمة الرؤساء الذين قادوا الهلال إلى منصات التتويج و يحفر اسمه في التاريخ . منقذ الهلال ( جحفلي ) : استطاع مدافع الهلال محمد جحفلي أن يدون اسمه في نهائيات المسابقات المحلية و خاصة في بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين بعدما تمكن من تسجيل هدف التعادل لفريقه الهلال في الدقيقة الأخيرة من زمن الشوط الإضافي الثاني أمام النصر (1-1) بعد أن كان النصر قريبا من تحقيق اللقب ليقود الفريقين إلى ركلات الترجيح التي تفوق فيها الهلال (7-6) وحقق الكأس الأغلى .جحفلي و الذي زرع محبته في قلوب الهلاليين بعد هذا الهدف كانت هذه أولى بطولاته في مشواره الكروي و أيضا يعد هدفه الإنجاز الأكبر في إعادة الهلال لمنصات التتويج حيث بات جحفلي من الركائز الأساسية التي يعتمد عليها مدرب الهلال دونيس بعد قدومه في فترة الانتقالات الشتوية من نادي الفيصلي الهلال عقدة النصر في النهائيات : بعد فوز الهلال و تحقيقه للقب كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال أصبح يمثل عقدة لغريمه التقليدي فريق النصر في المباريات النهائية ، حيث أن آخر بطولتين حققها الهلال كانت عبر بوابة النصر ، إذ حقق الهلال الموسم قبل الماضي بطولة كأس سمو ولي العهد بعد فوزه على النصر بركلات الترجيح ، ثم كرر الهلال الفوز في نهائي كاس الملك للأبطال عبر بوابة النصر ليبرهن و بالتخصص أنه عقدة حقيقية للنصر في مباريات الكؤوس . سيناريو بنكهة خاصة : قد يستغرب البعض من هذا السيناريو فعندما نعود إلى يوم المباراة نجد بأنه يوم الجمعة و هو اليوم السابع من أيام الأسبوع حيث كان بحضرة الملك السابع الذي تولى الحكم بعد ستة ملوك و هو الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله و أطال الله بعمره وما يزيد من هذه الغرابة أن الهلال استطاع أن يحسم المباراة لمصلحته بعد تصدي حارس فريقه عبدالله شراحيلي لركلة الجزاء السابعة و التي من خلالها توج الهلال بالبطولة السابعة في هذه المناسبة ، لا شك بأنها مصادفة لن تغادر مخيلة محبي و جماهير الهلال و أنه سيناريو يعتبر خياليا وبنكهة خاصة .
