شعر- عبدالله عطية الحارثي رؤية - مشعل الفوازي هات كف الندى نكمل فصول الحكايه يمكن اللي بقي في رحلة الما نهار صاحبي ماعلى روحي وروحك وصايه ليه مانهدم اللي حولنا من حصار قبل مالريح تتهجا رماد النهاية وقبل ماتشتعل خطوات الايام نار خذ يديني نسافر عن خطاك وخطايه لين نلمس كفوف المستحيل انبهار يمكن بحلمنا نعبر حدود الكفايه ونرسم لباقي الرحلة شموس ومسار نكمل الدرب لو نعثر بطيش الوشايه وينولد للأماني نجمتين .. ومدار ونطوي الليل مادام الصباحات جايه وننعتق من حدود الصمت والاختصار من سقى سدرة احلامه بجمر الغواية يحترق واقع ايامه ندم وانكسار ومن ركض في دروب العمر من دون غايه تصفر الريح بثيابه ويظهر .. غباااااار نص هادئ،شفيف، محمل بالرؤى،وموغل كثيراً بالفلسفة الناضجة،والقواسم بين الشعر والفلسفة أكثر من أن تحدد،ويكفي أن نعلم أن البدايات الفلسفية قد صيغت شعرا،والفرق بينهما من وجهة نظري أن الفيلسوف يخلق جملة مدهشة،والشاعر يمنح لهذه الجملة فضاءات وأجنحة. يبتدئ النص،بفعل أمر لغائب،وهو إن كان غائبا لغويّا فهو حاضر بشكل محوري في النص. هذا الأمر:هات،مرتبط بكف الندى/الحياة،طلباً للمشاركة بإكمال رحلة الماءالتي ربما لم يتبق منها إلاالقليل.. وحتى يتسنى المضي في رحلة الماء النهارية،يقتضي الأمر التخلص من القيودالتي تعيق ذلك،وأولها وأهمها الوصاية،هذا التخلص لابد أن يمر عبر جدلية الهدم والبناء: (ليه ما نهدم اللي حولنا من حصار) والهدم هو أول خطوات البناءالجاد،أو قل هو الخطوة الاستباقية،التي تسبق كل هدم/محو عبثي قادم لامحالة. بين(هات )التي استهل بها الشاعر قصيدته،و(خذ)التي لوح بها فيما بعد،لم يتغير الاتجاه ف هات كف الندى ، يتسق مع خذ يديني لأن الهدف هو التطهر والتخلص من أدران الأخطاء عبر سفر، يتسق مع جدلية الهدم والبناءالتي لا تتوقف عند لمس المستحيل هات وخذ ، تشير إلى عملية تكاملية ،لابد منها لتحقيق حلم مشترك،تؤكده(نا)الفاعلين التي هي قوام النص ومادته الأساسي. ولأن الركض في دروب العمرأمر محتم نهائية،الخيار في رفضه أو قبوله فلابد من التعامل معه وفق فهم براغماتي جاد،فحتى لا يكون الركض، مجرد ركض آلي زمني بدون أي غاية...ركض لا نتيجة له إلا الغبار كمحصلة نهائية فقد استبق الشاعركل ذلك وحدد الهدف:هات كف الندى: نكمل فصول الحكاية ولأن كل هدم هنا هو بناء كما قلنا في البدء،خصوصاً،وأنه هدم للحصار الذي لا يستطيع أي شاعر حقيقي أن يتصالح معه،لهذا تعيدنا هذه العمليةإلى البيت الأول وثنائية الماء والنهار التي هي أسّ الحياة ومكمن البناء..ثنائيةالماء والنهارالتي لا تتحقق إلا بإرادة فاعلة ،هذه الإرادةالتي حددت هدفها مسبقا عبرأدوات لغوية واضحة الدلالات(نرسم لباقي الرحلة شموس ومسار، نكمل الدرب ،ينولد للأماني نجمتين ومدار،ونطوي الليل، وننعتق من حدود الصمت والاختصار) هو كما في العنوان:حدود الكفاية،لكن الشاعرالمسكون بتفجيراللغةعن طريق إعطاءالكلمات والجمل مدلولات غير مدلولاتها المستقرة مسبقا في الأذهان،هذا التفجير اللغوي،يعني أن الحدود مختلفة،والكفاية مختلفة..هي متروكة لأبعاد ومقاسات الشاعر وتجلياته..نحن فقط نسير على أثره ونحاول أن نلتقط أطراف الخيط المتدلي من سمائه.